أثار الحوار الوهمي مع الفنان شارل أزنافور الذي نشرته جريدة الصباح وأمضاه الصحفي محسن بن أحمد، أزمة أخلاقية في المشهد الاعلامي في تونس وأثار العديد من التساؤلات بخصوص قضيّة الحوارات الوهمية التي يقوم بها صحفيون بغاية التميّز من جهة وكسب ثقة المدير من جهة ثانية.الأزمة الأخلاقية تجلّت في الحرج الذي أصاب ضمير الصحفيين والسمعة التي أصبحت عليها "الصباح" والصحافة عموما أمام الرأي العام، وفي الجدل الذي دار على الأنترنات بين مساند للصحفي محسن بن أحمد والتعاطف اجتماعيا معه وبين من أدانه واعتبره ارتكب جريمة وخطأ مهنيا فادحا ويجب أن يتحمّل مسؤوليته، بل هناك من ذهب إلى ضرورة أن لا يتحمّل المسؤولية بمفرده، وهنا على المجلس الأعلى للاتصال أن يفتح تحقيقا جديا في الموضوع وأن يتم الكشف عن كلّ القضيّة وخيوطها.أما من ناحية إرضاء المدير وجلب استعطافه فهي مهمّة أساسية لعدد من الصحفيين الذين أصبحوا معروفين في عالم الصحافة، والمتابع لقضية الحوار مع الفنان شارل أزنافور يلاحظ أن جريدة "الشروق" فجّرت الأزمة وفضحت ما نشرته وكالات الأنباء ويفهم ذلك أمام المنافسة الشرسة بين الجرائد اليومية المتسابقة وللمتأمل في تاريخ السرقات الصحفية والحوارات الوهمية، فإنّه سيجد بأنّ الصحفية فاطمة بن عبد الله الكراي- التي أصبحت رئيس تحرير الشروق التي كشفت للرأي العام فضيحة حوار أزنافور الوهمي- هي من أوّل من انتهج هذا الأسلوب، لذلك يمكننا أن نتذكّر تلك المقولة المأثورة "من كان بيته من زجاج فعليه ألا يرمي بيوت الناس بالحجارة"، فالصحفية فاطمة بن عبد الله سبق وأن أثيرت قضيّة سرقتها لتحقيق بأكمله أجراه الصحفي الهادي يحمد الذي أصبح يقيم في فرنسا، حول التونسيين المعتقلين في غوانتنامو، والذي نسخته الصحفية ونشرته في جريدة الوطن السعودية، بحذافيره وأخطائه وفواصله ونقاطه وأمضته تحت « تونس- من فاطمة بن عبد الله» وتدخّلت جمعية الصحفيين وبدأت في إجراءات الفضيحة لولا تدخّل نور الدين بوطار لدى سفيان بن حميدة للتأثير على الهادي يحمد ليتنازل عن حقوقه، وفعلا تنازل عن حقوقه، ولكن السرقة قامت والفضيحة تدلّت كالنور اضافة الى الحوارات الوهمية التي أجراها والتي سنأتي عليها لاحقا بالدليل والبرهان في حلقات أخرى نعد بها في مرصد أعلن وسيعلن عنه من جديد.ولا يمكننا أن ننسى أيضا الحوار الذي أجراه المولدي مبارك الصحفي في لابراس وفي مجلّة الملاحظ سابقا، مع الفنان اللبناني وديع الصافي، ولكن الفضيحة تكشّفت وخرجت للعموم.كما لا تزال الذاكرة تسجّل السرقة التي ارتكبها رئيس تحرير جريدة لابراس نور الدين الحليوي في مقال حول الأزمة الاقتصادية، استولى عليه من موقع اقتصادي فرنسي، واكتفى بالامضاء باسمه.عدد من الصحفيين الذين سرقوا أو قاموا بحوارات وهمية مازالت الذاكرة لم تمحهم، ولعلّ « قائدهم» صالح الحاجة رئيس ومدير جريدة الصريح، الذي نشر في جريدته حوارات مع هيفاء وهبي ونانسي عجرم وفيروز ومحمّد حسنين هيكل ومحمّد البرادعي وظهر بأنّها كانت حوارات وهمية توضع باسم سمير الوافي الذي كان يستأجر منها، ومع ذلك لم نر أي تحرك من ادارة الاعلام وخاصة من المجلس الأعلى للاتصال، ليُفتح الملف الأسود لصحافة السرقة والانتحال والحوارات الوهمية.
سوسن الراجحي
TUNISNEWS 9 ème année, N 3336 du 11 .07.2009
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.