شهد مقر "دار العمل" عشية الثلاثاء 3 مارس 2009 حضور عدل منفذ لمعاينة منع زميلة صحفية من مباشرة عملها. ويبدو أن المنع جاء على خلفية شكوى تقدمت بها الزميلة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تعرض فيها أنها كانت ضحية تحرش جنسي من قبل المدير رئيس تحرير جريدة "الحرية" التي تعمل بها.
الزميلة التي منعها أحد الشواش من دخول مكتبها بالجريدة، أحضرت العدل المنفذ لمعاينة المنع الذي تمّ بطريقة مهينة ودون تسليمها أيّة وثيقة، واصطحبت معها كذلك الزميلة سكينة عبد الصمد الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والزميلة نجيبة الحمروني الكاتبة العامة المساعدة المكلفة بالحريات، اللّتين طلبتا مقابلة المدير المسؤول.هذا الأخير اعتذر عن استقبالهما بدعوى أنه "في اجتماع".
وكانت الشكوى التي تقدمت بها الزميلة لنقابتها قد أثارت جدلا في الأوساط الصحفية، وخاصة في ّدار العمل".
وانقسم زملاؤها بين مدافع عن الخطوة التي أقدمت عليها ورافض لها.
يستند الرافضون أساسا على أن الزميلة تعمل بجريدة حزبية. ويرون أنه كان عليها حفاظا على سمعة حزبها أن تمتنع عن إخراج مشكلتها خارج دائرة التجمع الدستوري الديمقراطي.
البعض الآخر اعتبر بأن الشكوى كانت عملا مدبّرا في إطار صراع حزبي، وبأن المدير رئيس تحرير الجريدة عضو باللجنة المركزية للتجمع تمّ تعيينه في هذه اللجنة ضمن القائمة الوطنية، وبالتالي لا يجوز الدخول معه في أيّ مشكل أيّا كان السبب.
في حين استبعد زملاء آخرون حصول واقعة التحرش المشتكى من أجلها مشددين على رفعة أخلاق المشتكى به. ووصل أمر بعضهم إلى حدّ الطعن في أخلاق زميلته وتوجيه اتهامات مشينة لها.
في المقابل عبّر زملاء آخرون عن تعاطفهم مع زميلتهم ودافعوا عن حقها في التظلم للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين باعتبارها الهيكل المهني الشرعي والقانوني الممثل لعموم الصحفيين.
واستنكر بعض الزملاء ما اعتبروه حملة مغرضة ضدّ الزميلة، وعبّروا عن استيائهم من وقفها عن العمل لحين إحالتها على مجلس التأديب. ورأوا أنه كان من باب أولى إحالة المشتكى به على لجنة النظام بالتجمع الدستوري الديمقراطي لمحاسبته. أو على الأقل وقف الطرفين عن العمل لحين التحقيق في الشكوى وإظهار الحقيقة حتى ينال المخطئ جزاءه، وليس الانحياز للطرف "الأقوى والمسنود" ضدّ زميلتهم.
وتساءلوا إلى متى سيبقى الصحفيون الحلقة الأضعف في المنظومة الإعلامية، والحائط القصير الذي يستصغره أصحاب النفوذ؟
عديد الصحفيين أكّدوا من جهتهم بأنهم لن يتخلّوا عن زميلتهم في محنتها. وبأن رابطة المهنة المقدسة تبقى أكبر من كلّ الاعتبارات الأخرى. الزميلة المعنية أكّدت حبها لمؤسستها وتمسكها بها. وأوضحت بأنها لم تشتك جريدتها، وإنما مسؤولا سعى لاستغلال نفوذه للنيل من شرفها؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.