البداية كانت مع خبر نشرته جريدة الصحافة الصادرة يوم الأحد 15 مارس 2009 بعنوان "السيدة سيدة العقربي شخصية 2008". وجاء في الخبر المنقول عن العدد 110 من مجلة صدى الأمهات، ان المعهد الأمريكي للبيوغرافيا اختار رئيسة الجمعية التونسية للأمهات شخصية العام لسنة 2008 من ضمن 10 سيدات من العالم <اعترافا لها بخدماتها لفائدة الوطن وبمساهمتها في التعريف بمكاسب بلادها وخدمة التضامن الدولي>.
وعلّق بعض الملاحظين بأن هذا التكريم يرقى إلى مستوى جائزة نوبل التي حصل عليها العالم المصري الدكتور أحمد زويل والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وحتى الأمين عام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي.
لكن الرجوع إلى العدد المشار إليه من مجلة صدى الأمهات للحصول على مزيد المعلومات حول هذا التتويج الدولي غير المسبوق، لا يمكنه إلاّ أن يدفع للتساؤل ويثير الهواجس والشكوك؟
فالمنشور عبارة رسالة غير ممضاة توجه بها رئيس المعهد الأمريكي للسيدة العقربي يعلمها فيها بأنه تمّ اختيارها "سيّـدة العام في تونس لسنة 2008". صحيح أن سيدة العقربي معروفة باعتبارها السيدة التونسية الأولى (وليس سيدة تونس الأولى) والمرأة الأكثر نفوذا في البلاد بعد رئيس الدولة، لكن أن تسند لها جهة أجنبية صفة ذات بعد وطني، فالأمر مثير للاستغراب؟
ويزيد الاستغراب حين نرى جزءا كبيرا من الرسالة يخصص لوصف المواد التي تتكون منها الميدالية الذهبية التي ستتسلمها السيدة العقربي. وشرح التقنيات اليدوية المستعملة في نحتها وهي مستمدة من ثراث ممتد على عدة قرون، فضلا عن ذكر تفاصيل تذهيبها وإكسائها غلافا ثمينا لحمايتها (أنظر صورة المقال).
ولا يبدأ الغموض بالانجلاء إلاّ بزيارة موقع المعهد المزعوم على شبكة الانترنت:
تصوّروا "معهد دوليّ" يصدر جوائز عالمية، وليس في موقعه الالكتروني أيّ أثر لجوائزه، ومكرّميه؟
تصورّوا أن ما يحتويه الموقع ثلاث صفحات:
= صفحة لتقديم المعهد والتنصيص على أنه نشرالسّير الذاتية لشخصيات عالمية في 150 مجلّدا، لكن دون ذكر أيّ واحد منها؟
= صفحة لعرض صورة للشهادة التي يصدرها المعهد وثمنها الذي تمّ تخفيضه استثنائيا، مع بيان طرق الدفع.
= صفحة لبيان وسائل الاتصال بالمعهد (هاتف، فاكس وعناوين الكترونية).
الصورة بدأت عند هذا الحدّ تتوضح..
مربّي الخيول الأمريكي "دون بورليسون" كتب في مدونته نصّـا بعنوان: اشتري جوائزك ـ المعهد الأمريكي للبيوغرافيا <شخصية العام>؟
وورد في هذه التدوينة ما يلي: <المعهد الأمريكي للبيوغرافيا كرّم "سيّـدة العام" كذلك. محرك البحث غوغل أظهر أن أكثر من 700 شخص أسند لهم لقب "سيدة العام"، بما يعني أن الجائزة السنوية للمعهد يتمّ إسنادها منذ العصور الوسطى.. مثير جدا>.
ويقدّم في نفس التدوينة نماذج لرجال تلقوا عروضا من المعهد لتكريمهم بصفتهم "سيدة العام"، إضافة إلى التعريفة المعمول بها والتي يتمّ ضبطها حسب الحالة.
من جهته كتب الصحفي والمدوّن الهندي زاهد جافالي تدوينة حول نفس الموضوع بعنوان : <بواسطة المعهد الأمريكي للبيوغرافيا، يمكنك أن تصبح رجل (أو سيّـدة) الألفية بدفع قليل من الدولارات الإضافية>؟
في هذا النص قدّم زاهدي بسطة عن الأسعار التي يروّج بها المعهد الأمريكي بضاعته، وأساليب التحيّـل التي يتمّ استخدامها للإيقاع بالمغفلين والباحثين عن شهادات التكريم المكذوبة.
تلك هي إذن قصة المعهد الأمريكي للبيوغرافيا باختصار شديد. قصة تجارة مربحة لشهادات تكريم عالمية، يسندها من لا يملك لمن لا يستحــق.
التكريم الدولي الذي لم تفوّت السيدة العقربي المناسبة لتؤكد في تصريحها الذي نقلته جريدة الصحافة بأنه <تتويج للمرأة التونسية ككل وحافز يدفع كل تونسية إلى العمل والمثابرة لتكون في مستوى ثقة رئيس الدولة الذي ما انفك يساندها ويدعمها لتكون مثالا للمرأة الناجحة والمتميزة على الصعيد العالمي>، ليس حسب المعلومات المتوفرة أكثر من شهادة مدفوعة الأجر؟؟
إذا كانت هذه هي مكاسب المرأة التونسية التي علينا أن نفاخر بها، فبئس المكاسب هي..
السؤال الذي يبقى مطروحا هو كم دفعت السيدة العقربي لقاء شهادة تكريمها وميداليتها الذهبية؟ ومن أين وفّرت رئيسة جمعية أمهات تونس والعضوة باللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي وبمجلس النواب الموقّــر، ثمنهما؟؟؟
وعلّق بعض الملاحظين بأن هذا التكريم يرقى إلى مستوى جائزة نوبل التي حصل عليها العالم المصري الدكتور أحمد زويل والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وحتى الأمين عام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي.
لكن الرجوع إلى العدد المشار إليه من مجلة صدى الأمهات للحصول على مزيد المعلومات حول هذا التتويج الدولي غير المسبوق، لا يمكنه إلاّ أن يدفع للتساؤل ويثير الهواجس والشكوك؟
فالمنشور عبارة رسالة غير ممضاة توجه بها رئيس المعهد الأمريكي للسيدة العقربي يعلمها فيها بأنه تمّ اختيارها "سيّـدة العام في تونس لسنة 2008". صحيح أن سيدة العقربي معروفة باعتبارها السيدة التونسية الأولى (وليس سيدة تونس الأولى) والمرأة الأكثر نفوذا في البلاد بعد رئيس الدولة، لكن أن تسند لها جهة أجنبية صفة ذات بعد وطني، فالأمر مثير للاستغراب؟
ويزيد الاستغراب حين نرى جزءا كبيرا من الرسالة يخصص لوصف المواد التي تتكون منها الميدالية الذهبية التي ستتسلمها السيدة العقربي. وشرح التقنيات اليدوية المستعملة في نحتها وهي مستمدة من ثراث ممتد على عدة قرون، فضلا عن ذكر تفاصيل تذهيبها وإكسائها غلافا ثمينا لحمايتها (أنظر صورة المقال).
ولا يبدأ الغموض بالانجلاء إلاّ بزيارة موقع المعهد المزعوم على شبكة الانترنت:
تصوّروا "معهد دوليّ" يصدر جوائز عالمية، وليس في موقعه الالكتروني أيّ أثر لجوائزه، ومكرّميه؟
تصورّوا أن ما يحتويه الموقع ثلاث صفحات:
= صفحة لتقديم المعهد والتنصيص على أنه نشرالسّير الذاتية لشخصيات عالمية في 150 مجلّدا، لكن دون ذكر أيّ واحد منها؟
= صفحة لعرض صورة للشهادة التي يصدرها المعهد وثمنها الذي تمّ تخفيضه استثنائيا، مع بيان طرق الدفع.
= صفحة لبيان وسائل الاتصال بالمعهد (هاتف، فاكس وعناوين الكترونية).
الصورة بدأت عند هذا الحدّ تتوضح..
مربّي الخيول الأمريكي "دون بورليسون" كتب في مدونته نصّـا بعنوان: اشتري جوائزك ـ المعهد الأمريكي للبيوغرافيا <شخصية العام>؟
وورد في هذه التدوينة ما يلي: <المعهد الأمريكي للبيوغرافيا كرّم "سيّـدة العام" كذلك. محرك البحث غوغل أظهر أن أكثر من 700 شخص أسند لهم لقب "سيدة العام"، بما يعني أن الجائزة السنوية للمعهد يتمّ إسنادها منذ العصور الوسطى.. مثير جدا>.
ويقدّم في نفس التدوينة نماذج لرجال تلقوا عروضا من المعهد لتكريمهم بصفتهم "سيدة العام"، إضافة إلى التعريفة المعمول بها والتي يتمّ ضبطها حسب الحالة.
من جهته كتب الصحفي والمدوّن الهندي زاهد جافالي تدوينة حول نفس الموضوع بعنوان : <بواسطة المعهد الأمريكي للبيوغرافيا، يمكنك أن تصبح رجل (أو سيّـدة) الألفية بدفع قليل من الدولارات الإضافية>؟
في هذا النص قدّم زاهدي بسطة عن الأسعار التي يروّج بها المعهد الأمريكي بضاعته، وأساليب التحيّـل التي يتمّ استخدامها للإيقاع بالمغفلين والباحثين عن شهادات التكريم المكذوبة.
تلك هي إذن قصة المعهد الأمريكي للبيوغرافيا باختصار شديد. قصة تجارة مربحة لشهادات تكريم عالمية، يسندها من لا يملك لمن لا يستحــق.
التكريم الدولي الذي لم تفوّت السيدة العقربي المناسبة لتؤكد في تصريحها الذي نقلته جريدة الصحافة بأنه <تتويج للمرأة التونسية ككل وحافز يدفع كل تونسية إلى العمل والمثابرة لتكون في مستوى ثقة رئيس الدولة الذي ما انفك يساندها ويدعمها لتكون مثالا للمرأة الناجحة والمتميزة على الصعيد العالمي>، ليس حسب المعلومات المتوفرة أكثر من شهادة مدفوعة الأجر؟؟
إذا كانت هذه هي مكاسب المرأة التونسية التي علينا أن نفاخر بها، فبئس المكاسب هي..
السؤال الذي يبقى مطروحا هو كم دفعت السيدة العقربي لقاء شهادة تكريمها وميداليتها الذهبية؟ ومن أين وفّرت رئيسة جمعية أمهات تونس والعضوة باللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي وبمجلس النواب الموقّــر، ثمنهما؟؟؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.