كنت ممّـن تابعوا بإعجاب كتابات الزميل الشاب توفيق العياشي منذ بداياته، وخاصة مساهماته في قناة "الحوار التونسي".
ورغم بعض الملاحظات الشكلية، كانت قناعتي راسخة بأن الزميل توفيق العياشي يمثل أمل الصحافة التونسية ومستقبلها..
لكن مع تواتر مثل هذه الكتابات لا يمكنني إلاّ أن أشعر بالأسف.. حقيقة بالأسف..
ملاحظة أولى: كم تمنيت لو كان الزميل توفيق العياشي حاضرا معنا في الرحلة التي نظمتها جمعية الصحفيين التونسيين للصحفيين وأبنائهم إلى محميّة جبل السرج بقرية سيدي حمادة.
كم تمنيت لو كان حاضرا لحفل تسليم حاسوب هدية من الصحفيين لتلاميذ المدرسة الابتدائية بهذه القرية الريفية..
كم تمنيت لو كان حاضرا معنا ليعانق نظرات فرح الأهالي البسطاء بالصحفيين وأبنائهم، وفرح التلاميذ ومديرهم وهو في نفس الوقت معلّم كل أقسام المدرسة.. بالحاسوب..
ملاحظة ثانية: بقدر رفضي لسلوك الزميل محمد بن صالح المخالف للقانون الأساسي للنقابة، أنبّـه إلى أنه لا يمكننا التهليل لقرار الصحفيين عندما يكون في اتجاه معيّن، والانقلاب عليهم وتخوينهم عندما يختارون في اتجاه مخالف ونعتبره نتاجا لـ "إرهاب إداري".. لقد وفّر المكتب التنفيذي للنقابة لكافة الصحفيين كل شروط التصويت السري والحر، وتمّت عملية الفرز بشكل علني وشفاف ودون أي قدح، بحضور الزميل توفيق العياشي نفسه..
التشكيك في هذه الانتخابات في إطار "الطعان السياسي"، طعن في مصداقية مكتب النقابة الذي نظم هذه الانتخابات وأشرف على كامل مراحلها.. وليس من مصلحة أحد الطعن في أسس العمل الديمقراطي لمجرد أن نتائجه لم توافق هواه..
أحرى بنا أن لا نكتفي بالظواهر وسطحية السباب، وأن نسعى لتفكيك الوقائع وتطوراتها، ونعمل على فهمها، والتعاطي مع تداعياتها بشكل ذكي وبنّـاء..
ملاحظة أخيرة: الصحافة ليست كتابة فحسب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.