mercredi 29 juillet 2009

السياسية: عادل السمعلي يتحدث عن أسباب آزمة نقابة الصحفيين








Syndicat Tunisien des Radios Libres: Communiqué

Syndicat Tunisien des Radios Libres
S T R L


Tunis le 28 juillet 2009


Communiqué


Le syndicat tunisien des radios libres exprime son indignation suite à l’empêchement par la force d’un journaliste de Radio 6 Tunis d’accéder à l’amphithéâtre de Carthage pour couvrir le spectacle donné le 28 juillet 2009 par l’artiste Marcel Khalifa ; Des policiers en civil ont fait sortir le journaliste Mohamed Mzem par la force une première fois de la gare de train « TGM » à l’avenue Bourguiba et une deuxième fois de l’entrée du théâtre de Carthage et l’ont emmené dans une voiture de police vers une zone éloignée où ils l’ont relâché.

Plusieurs autres militants et défenseurs des droits de l’homme ont subi le même sort.

Le syndicat tunisien des radios libres se dit très préoccupé par la dégradation des libertés en Tunisie et par les atteintes ininterrompues que subissent les journalistes et les médiats indépendants et ce quelques semaines avant les élections présidentielles et législatives.



Pour le syndicat
Le secrétaire général
Salah Fourti

النقابة التونسية للإذاعات الحرة: بلاغ

النقابة التونسية للإذاعات الحرّة

تونس في 28 جويلية 2009


بلاغ

تعلم النقابة التونسيّة للإذاعات الحرّة أن قوات الشرطة أقدمت مساء يوم الإثنين 27 جويلية 2009 على منع الزميل محمد مزام الصحفي براديو 6 تونس من حضور حفل الفنان مارسيل خليفة بالمسرح الأثري بقرطاج (ضواحي العاصمة) حيث قامت في مرحلة أولى بمنعه من امتطاء القطار المؤدّي إلى ضاحية قرطاج و إخراجه بالقوّة من محطة الأرتال "ت ح م" (TGM) بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة. ثمّ عمدت، في مرحلة ثانية، عدّة عناصر من البوليس بالزي المدني إلى اختطافه و إخراجه بالقوة من الساحة الداخلية لمسرح قرطاج و نقله داخل سيارة شرطة إلى جهة عين زغوان (قرب مدينة المرسى) أين تمّ ترك سبيله.

و الجدير بالذكر أن عددا آخر من المناضلين السياسيّين و النقابيين و الحقوقيين و الطلابيين تمّ منعهم من حضور نفس الحفل بأساليب مشابهة.

و النقابة التونسيّة للإذاعات الحرّة إذ تندّد بهذا الاعتداء الهمجي و اللاقانوني و تعبّر عن تضامنها مع الصحفي محمد مزام و مع كلّ الذين تمّ منعهم من حضور حفل الفنان مرسيل خليفة، فهي تعتبر هذا الاعتداء انتهاكا جديدا ضدّ الصحفيين الأحرار و وسائل الإعلام المستقلة بشكل عامّ و ضدّ فريق راديو 6 تونس بشكل خاص وتطالب بالكف عن استهداف حرية الصحافة و الإعلام و بوقف كلّ أشكال الانتهاكات ضد الصحفيين.



عن النقابة التونسية للإذاعات الحرة
الكاتب العام
صالح الفورتي

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: ترحيب بوساطة الفيج واتحاد الصحفيين العرب، واستعداد لتعيين موعد جديد لمؤتمر استثنائي موحّد وجامع Communiqué

تونس في 28 جويلية 2009


بيـــان


عقد المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اجتماعه الدوري يوم الثلاثاء 28 جويلية 2009 بمقر النقابة، واستعرض آخر المستجدات.
ويؤكد المكتب التنفيذي بأنه يبقى متحملا لمسؤولياته القانونية بشكل كامل إلى حين انعقاد المؤتمر الاستثنائي القانوني، استنادا إلى الفصل 39 من النظام الداخلي للنقابة ونصّه: «عند انعقاد مؤتمر استثنائي على معنى أحكام الفصل 39 من القانون الأساسي بسبب حصول شغور يتجاوز ثلاثة أعضاء أو بسبب عريضة قانونية لإقالة المكتب التنفيذي تمضي عليها الأغلبية البسيطة من الأعضاء العاملين، فإن المكتب التنفيذي المتخلي يبقى مسؤولا إلى حين انعقاد المؤتمر الانتخابي الاستثنائي..». وذلك خلافا لما يروج له البعض بشكل زائف ومغرض، بأن المكتب التنفيذي أصبح منحلاّ بعد حصول أربعة استقالات في صفوفه.
ويعبّر المكتب التنفيذي عن أسفه العميق لانخراط المؤسسات الإعلامية العمومية وبعض المؤسسات الصحفية الخاصة في حملة تضليل وافتراء ضده، ركزت على نشر مغالطات خصومه رغم عدم امتلاكهم لأية شرعية قانونية مقابل التعتيم الكامل على بياناته ورفض تمكينه من حق الرد، وهو الذي يمثل مؤسسة قانونية قائمة الذات ومعترفا بها وطنيا وقارّيا ودوليا.
وسعيا منه لتوحيد صفوف الصحفيين التونسيين حول نقابتهم باعتبارها مكسبا تاريخيا لا مجال للتفريط فيه؛ وانطلاقا من الرغبة التي عبّرت عنها القاعدة الصحفية العريضة في
الوحدة والوفاق بما يخدم مصلحة النقابة؛ وتجاوبا مع مساعي الزميل إبراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب، والزميلين جيم بوملحة وإيدن وايت رئيس وأمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين الذين عبّروا عن استعدادهم للتوسط في الأزمة التي تعصف بنقابتنا بما يحفظ وحدتها واستقلاليتها لما فيه خير الصحفيين التونسيين وضمان تحقيق تطلعاتهم؛
يؤكد المكتب التنفيذي للنقابة بأن وحدة النقابة واستقلاليتها هدف يسمو فوق كل الاعتبارات مهما كانت أهميتها.
وإذ يرحب المكتب التنفيذي بوساطة اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين، يؤكد بأن إقدام عدد من الزملاء أعضاء المكتب الموسع على تعيين مؤتمر استثنائي في 15 أوت 2009 مخالف للقانون، وكل ما يترتب عنه باطل.
والمكتب التنفيذي الذي التزم باحترام القانون الأساسي للنقابة ونظامها الداخلي بشكل كامل ودقيق، مستعد لبحث تحديد موعد جديد لمؤتمر استثنائي جامع وموحد لعموم الصحفيين التونسيين.

عاشت نضالات الصحفيين التونسيين
عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين


عن المكتب التنفيذي
الرئيس
ناجي البغوري



Tunis, le 28 juillet 2009

SYNDICAT NATIONAL DES JOURNALISTES TUNISIENS


COMMUNIQUE


OUI pour un compromis sur la date du prochain congrès extraordinaire !


Le bureau exécutif du Syndicat National des Journalistes Tunisiens (SNJT) a tenu, mardi 28 juillet 2009, sa réunion périodique, au siège du syndicat, pour examiner les derniers développements relatifs au prochain congrès extraordinaire du Syndicat.

Le bureau exécutif souligne, à ce propos, qu’en vertu de l’article 39 du règlement intérieur du Syndicat, et contrairement aux allégations mensongères colportées par certains, concernant sa dissolution suite à la démission de quatre de ses membres, le bureau exécutif demeure et la seule et unique instance légale habilitée à préparer et à organiser le prochain congrès extraordinaire du syndicat.
L’article 39 du règlement intérieur énonce, en effet, qu’en cas de vacance au sein du bureau exécutif, suite à la démission de plus de trois de ses membres ou d’une motion de défiance signée par la majorité simple des adhérents, c’est le bureau exécutif sortant qui continuera d’assumer la gestion des affaires courantes jusqu’à la tenue du congrès extraordinaire et l’élection d’un nouveau bureau.

Le bureau exécutif exprime, par ailleurs, ses profonds regrets face à la campagne de dénigrement, de lynchage et de calomnies orchestrée contre le syndicat par des médias publics et privés qui ouvrent leurs colonnes à des parties adverses qui n’ont aucune légitimité tout en refusant le droit de réponse et en exerçant un black out total sur les communiqués d’une structure légale et légitime reconnue à l’échelle nationale, régionale et internationale.

Dans le souci d’unifier les rangs des journalistes tunisiens et de préserver leur cohésion autour de leur syndicat, qui constitue un acquis historique inaliénable,
En concrétisation de l’aspiration exprimée par une large majorité des journalistes tunisiens en faveur de l’unité et de la concorde;
Et en réponse aux bons offices engagés par MM. Ibrahim Nafaa, président de l’Union des Journalistes Arabes et Jim Boumelha et Aidan White, respectivement président et secrétaire général de la Fédération Internationale des Journalistes (FIJ), qui ont exprimé la volonté d’intercéder dans la crise actuelle que vit notre syndicat, sur la base de la sauvegarde des intérêts des journalistes et de l’unité et de l’indépendance de leur structure syndicale,

Le bureau exécutif, tout en réitérant son attachement indéfectible au respect strict et rigoureux des statuts et du règlement intérieur du syndicat, affirme son entière disposition à parvenir à un compromis sur la date du prochain congrès extraordinaire afin qu’il soit un congrès unifié rassemblant tous les journalistes.

Le bureau exécutif considère, à ce propos, que la décision prise par certains membres du bureau exécutif élargi de fixer la date de ce congrès au 15 août 2009 est une décision qui n’a aucun fondement juridique et que tous les résultats de cette décision seront, en conséquence, nuls et non avenus.

Le bureau renouvelle son attachement inébranlable à l’unité et à l’indépendance du syndicat en tant que principes intangibles qui doivent être placés au dessus de toute autre considération.

Vivent les luttes des journalistes tunisiens
Vive le Syndicat National des Journalistes Tunisiens


Pour le bureau exécutif du SNJT
Le Président
Neji BGHOURI


lundi 27 juillet 2009

أزنافور، وردة، وزارة الثقافة والرعاية «الموصولة» للصحفيين!!؟


في خضم الخطب والتصريحات الرنانة المشيدة بالرعاية الموصولة التي يحظى بها الإعلام والصحفيون من قبل الدولة، لا يحتاج الملاحظ جهدا ذهنيا استثنائيا ليدرك الهوة بين الخطاب والممارسة!؟
فبعد أن تمّ إبعاد سمير بلحاج يحي من إدارة مهرجان قرطاج، لم يملك عديد الصحفيين إلاّ الاستبشار لتعيين بوبكر بن فرج رئيس ديوان وزير الثقافة مكانه. ليس استنقاصا من قيمة الأول، ولكن لثقتهم بأن الإشراف المباشر للوزارة على المهرجان من شأنه التقليل من طغيان الجانب التجاري وإيلاء مزيد الرعاية لعمل الصحفيين. فالمسؤول الوزاري كمسؤول عمومي لا يتوقّـع منه أن يتصرف بحسابات الربح والخسائر أو المقعد الزائد والمقعد الناقص كمتعهدي الحفلات. وذلك على الرغم من أن خلفية إقالة سمير بلحاج يحي لم تكن واضحة، بل وواكبتها تسريبات حول ارتباط قرار عزل الرجل برفضه التوقيع على عقد أزنافور بسبب التلاعبات التي شابته. وحسب الأخبار الرائجة، وهي تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب ما لم يقع كشف تفاصيل الملف، فالتعاقد مع أزنافور تم في مرحلة أولى لقاء مبلغ 100 ألف يورو. لكن هذا المبلغ تضاعف ثلاث مرات ونصف ليصل إلى 354 ألف يورو، على أن يذهب الفارق وقدره 254 ألف يورو إلى الوسيط متعهد الحفل ولربما إلى جهة أخرى خفيّة!؟
وجاء الحفل الموعود، وأعدّ عاقدو الرجاء أنفسهم لسهرة العمر التي لا يقدر على تحمّل غلاء تذاكرها إلاّ الميسورون والأغنياء الجدد من الواصلين حديثا بما اكتسبوه من جاه ونفوذ على أجنحة قرابتهم من مواقع القرار في السلطة. لكن رحلة التمني لم تطل لأن بلاغا من إدارة مهرجان قرطاج وقّعه السيد رئيس ديوان وزير الثقافة شخصيا وصل إلى مقرات الصحف منبّها إلى أنه لن يكون بإمكان المؤسسة الصحفية إرسال أكثر من صحفي واحد للحفل "باعتبار الإقبال الكبير للجمهور ومحدودية طاقة استيعاب المسرح الأثري"!؟ علما بأن إدارة المهرجان خصصت فضاء صغيرا بالمدرجات للصحفيين، لم يكن هنالك أي موجب لإلغائه بسبب الإقبال الكبير للجمهور مثلما قيل. وهو ما تكرر بالنسبة لحفل المطربة وردة!؟
فالسيد المسؤول غيرة منه على مداخيل المهرجان على ما يبدو، قرر حرمان حوالي 50 صحفي من حاملي بطاقات الصحفي الثقافي سعيا منه لتوفير 50 * 75 = 3750 د. وهكذا هي الرعاية الموصولة أو لا تكون!؟
حفل آزنافور كان بحق حدثا ثقافيا هاما، كان من شأن حضور الصحفيين المكثف أن يعطيه قيمة أكبر. أما وقد تعاملت إدارة المهرجان مع الحدث بمنطق متعهد الحفلات الجشع، فعلى الثقافة ومسؤوليها في بلادنا السّلام!؟

«لا يستوي الظل والعود أعوج!!»، هذه بديهة ثالثة أضيفها لمقال الزميل لطفي العربي السنوسي المعنون "الصحافة الثقافية وحفل آزنافور!!" والصادر في عدد الأحد 26 جويلية 2009 لجريدة الصحافة

لطفي العربي السنوسي: الصحافة الثقافية وحفل «أزنافور»!؟

mardi 21 juillet 2009

SNJT: le congrès extraordinaire fixé pour le 12 septembre

Tunis, le 21 juillet 2009

SYNDICAT NATIONAL DES JOURNALISTES TUNISIENS

COMMUNIQUE

Le bureau exécutif élargi du Syndicat National des Journalistes Tunisiens (SNJT) s’est réuni le mardi 21 juillet 2009, au siège du Syndicat, pour constater la vacance survenue au sein du bureau exécutif, à la suite à la démission de quatre de ses membres, et pour fixer la date du congrès extraordinaire devant déboucher sur l’élection d’une nouvelle direction, conformément aux dispositions des statuts et du règlement intérieur du syndicat.
Dans un geste d’apaisement, dans l’objectif de dépasser toutes les divergences, de préserver l’unité des journalistes tunisiens et de permettre à toutes les parties de participer à la prise des décisions engageant l’avenir du syndicat, le bureau exécutif du SNJT a accepté la présence à cette réunion de tous les membres du bureau exécutif élargi ayant fait l’objet de mesures disciplinaires antérieures.
Au début de la réunion, le membre du bureau exécutif chargé du règlement intérieur a invité les trois membres démissionnaires présents à la réunion et qui sont l’origine de la vacance (Soufien Rejeb, Adel Smooli et Habib Chebbi) à évacuer la salle pour quelques minutes, le temps de constater officiellement la vacance et de la consigner sur le registre des procès-verbaux. Ces trois membres devaient, ensuite, rejoindre l’assemblée, en tant que membres du bureau exécutif, pour préparer le congrès extraordinaire, conformément aux dispositions de l’article 39 des statuts du syndicat.
Malheureusement, les confrères Mohamed Ben Salah et Jamel Karmaoui ont mal réagi à cette mesure purement formelle, mais tout à fait légale, la considérant comme étant un acte d’exclusion et de discorde. Ils ont quitté la salle, suivis par d’autres membres du bureau exécutif élargi.
Ce retrait n’a pas empêché la poursuite, de manière tout à fait légale, de la réunion du bureau exécutif élargi dont les travaux ont abouti aux décisions suivantes :
1- Le bureau exécutif élargi a constaté officiellement, et conformément aux dispositions de l’article 19 des statuts du syndicat, la vacance survenue au sein du bureau exécutif à la suite de la démission de quatre de ses membres qui sont : Samira Ghannouchi, Soufien Rejeb, Adel Smooli et Habib Chebbi.
2- Le bureau exécutif élargi a fixé la date du congrès extraordinaire du syndicat pour le 12 septembre 2009 pour élire un nouveau bureau exécutif. Il fixera, dans un communiqué ultérieur, les formalités et les procédures afférentes à ce congrès après que les quatre membres démissionnaires eurent rejoint les membres restants du bureau pour préparer ce congrès.
3- Le bureau exécutif élargi a décidé d’entreprendre toutes les démarches légales nécessaires pour invalider les mesures et décisions illégales prises par certains membres du bureau exécutif élargi, sur instigation de certains commanditaires, dans le but de s’approprier par la force les structures légitimes et légales du syndicat.
4- Le bureau exécutif élargi déplore la légèreté, l’inconscience et l’irresponsabilité des membres du bureau exécutif élargi qui se sont retirés de la réunion du mardi 21 juillet, sur instructions de parties étrangères et pour des considérations purement politiciennes. Le bureau exécutif élargi exprime sa haute considération à tous les autres membres du bureau qui ont refusé d’obtempérer à ces instructions
5- Le bureau exécutif du Syndicat tiendra une conférence de presse, le vendredi 24 juillet à 11 heures, au siège du syndicat, pour faire la lumière sur ces derniers développements.
Le bureau exécutif du SNJT appelle tous ses adhérents à se constituer en front uni pour défendre l’unité et l’indépendance de leur syndicat et pour saper toutes les tentatives désespérées visant à l’assujettir et à confisquer son autonomie de décision.

Vivent les luttes des journalistes tunisiens
Vive le Syndicat National des Journalistes Tunisiens

Pour le bureau exécutif élargi
Le président
Neji BGHOURI

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: المؤتمر الاستثنائي في 12 سبتمبر

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين


تونس في 21 جويلية 2009


بيــــــــــــــــــان


عقد المكتب التنفيذي الموسع للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الثلاثاء 21 جويلية 2009 اجتماعا بمقر النقابة لمعاينة الشغور الحاصل في المكتب التنفيذي اثر حصول أربعة استقالات في صلبه، وتعيين المؤتمر الاستثنائي لانتخاب قيادة جديدة حسب ما يضبطه القانون الأساسي للنقابة ونظامها الداخلي.

وتجاوزا منه لكل المسائل الخلافية رحب المكتب التنفيذي بحضور الزملاء الذين تعلقت بهم اجراءات سابقة سعيا منه لتوحيد الصفوف وحتى يتم إشراك الجميع في اتخاذ القرارات التي تخص مستقبل النقابة.

وفي بداية الاجتماع ومن منطلق واجب احترام الاجراءات الشكلية القانونية، دعا الزميل عضو المكتب التنفيذي المكلف بالنظام الداخلي الزملاء المستقيلين الحاضرين بالاجتماع وهم سفيان رجب وعادل السمعلي وحبيب الشابي باعتبارهم المتسببين في الشغور، إلى مغادرة القاعة بضعة دقائق لحين معاينة الشغوروتسجيله في دفتر محاضر الجلسات ثم العودة للاجتماع بصفتهم أعضاء للمكتب التنفيذي للإعداد للمؤتمر الاستثنائي حسب مقتضيات الفصل 39 من النظام الداخلي. لكن للأسف تدخل الزميل محمد بن صالح لاعتبار هذه الدعوة اقصاء ورفضا للمصالحة وانسحب من الاجتماع متبوعا بعدد من الزملاء الذين طلب منهم الزميل جمال الكرماوي مغادرة القاعة. ولم تمنع هذه الانسحابات من مواصلة الاجتماع بشكل قانوني، وتقرر مايلي:

1) تمت معاينة حصول شغور بالمكتب التنفيذي للنقابة اثر استقالة الزملاء سفيان رجب وعادل السمعلي وسميرة الغنوشي وحبيب الشابي وذلك استنادا إلى أحكام الفصل 19 من القانون الأساسي.

2) عقد مؤتمر استثنائي للنقابة يوم 12 سبتمبر 2009 لانتخاب مكتب تنفيذي جديد، وسيصدر بلاغ لاحقا حول الاجراءات الترتيبية الخاصة بالمؤتمر مع دعوة الزملاء المستقيلين الأربعة للالتحاق بالمكتب التنفيذي.

3) اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لابطال كل الاجراءات غير القانونية التي سعى من خلالها أصحابها ومن يوجههم إلى الانقلاب على الهياكل القانونية والشرعية للنقابة

4) التعبير عن الأسف الشديد لمهزلة الانسحاب غير المبرر من الاجتماع التي تم توثيقها بالصوت والصورة وحركتها أطراف خارجة عن النقابة لغايات سياسوية ضيقة وهوتصرف غير مسؤول وتعامل استخفافي مع استحقاق مصيري للنقابة.
مع التعبير عن التقدير الكبير للزملاء الذين رفضوا الانصياع للتعليمات.

5) عقد ندوة صحفية يوم الجمعة 24 جويلية 2009 على الساعة الحادية عشر صباحا بمقر النقابة حول آخر التطورات.

وبهذه المناسبة ندعو كافة الزميلات والزملاء للوقوف صفا واحدا للدفاع عن وحدة نقابتهم واستقلاليتها والتصدي للمحاولات البائسة لتركيعها ومصادرة قرارها النابع من عمقها الصحفي.


عاشت نضالات الصحفيين التونسيين.
عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.



عن المكتب التنفيذي الموسع
الرئـــــــــــيس
ناجي البغــــــوري


dimanche 19 juillet 2009

خميس الخياطي: إصرار "الهجالة" على تعميم النخالة

خميس الخياطي
مشهد من فيلم "زوربا اليوناني" الذي أخرجه ميخائيل كوكايانيس في العام 1964 (سنة انطلاق التلفزة التونسية) بقي عالقا في ذهني منذ أول عرض له بتونس في أواخر الستينات في نوادي السينما. هذا الفيلم الرائع والمقتبس عن رواية رائعة لها نفس العنوان من تأليف نيكوس كازنتزاكيس (1883-1957) وموسيقى ميكيس ثيودوراكيس هو من تمثيل أنطوني كوين (حمزة رسالة الراحل مصطفى العقاد) في دور "ألكسيس" والنجمة ايران باباس (هند التي أكلت قلب حمزة في الرسالة ذاتها) في دور الأرملة، والممثلة "ليلا كودروفا" في دور السيدة "هورتانس"... المشهد الذي لم أنسه به العجوز هورتانس سابحة في حلمها السابع، فيرفض ألكسيس إيقاظها، ويقول لصديق له "خليها، لا تعكر عليها حلمها، فهي صحبة سليمان باشا"...
أصبحت تلك الجملة مثالا للأميرة/العجوز النائمة التي لا ترجو من الحاضر إلا الاستمرار في الماضي... هذا التعبير استعمله مرة المؤرخ هشام جعيط في لقاء له بنقابة الصحفيين – قبل أن يرهلوها - لتقديم ومناقشة كتابه القيم "تأريخية الدعوة المحمدية بمكة" حيث في وصفه للوضع العام الذي هي عليه بلادنا، استعمل تعبير "الأميرة النائمة" التي تترقب قبلة الأمير... وكل قارئ حر في استنتاجاته.
حليمة ومنوماتها القديمة
فسواء تعلق الشأن بالعجوز أو بالأميرة، الأمر ينطبق إجماليا على تلفزتي القطاع العام، خاصة هجالتنا تونس7، التي "بصحة بلاط"، مازالت تؤمن أن لها من الجمال والرشاقة والجاذبية والذكاء والنباهة والمصداقية ما يجعلها مثل تلك العجوز التي تؤمن ان الزمن زمن سليمان القانوني، وأنها مازالت الأميرة التي سيأتيها سليمان وأنها الوحيدة الواحدة في قصر الملك... في حين نعلم كلنا أن سليمان أخذته نساء شابات عازبات أخريات متربصات به على النايل والهوتبورد والتيليكوم وأسترا وآلاف الاسطوانات المضغوطة المقرصنة إن لم نشر إلى منافستيها نسمة وحنبعل التي استقبل باعثها السيد العربي نصرة من طرف رئيس الدولة الذي أسدى "تشجيعه لصاحب هذه المؤسسة حتى تواصل مسيرتها في أفضل الظروف" كما تقول "وات"...
بعد بثها النشيد الوطني والقرآن والأذكار والأغاني المهرجاناتية التي تتغنى بتونس وما أكثرها وكأن لنا مشكلة في الانتماء لوطننا، أن تبدأ الهجالة يومها مع السابعة ببرنامج "نسمة صباح" في كل فقرة من فقراته منوم أو مخدر إن لم نقل في الحقيقة منفر نستخلصه من صوت المنشطة إن لم نستشفه من كادرات المصورين أو بخل المخرج، أن تبدأ تلفزة في سنتنا هذه من القرن الواحد والعشرين حيث جميع القنوات، لنقل أغلبها، تشع حيوية ونشاط صباحا، ببرنامج مواده "بايتة" حتى في نشرات الأخبار، فذلك يدل على أن دار لقمان على حالها أو أن حليمة لا تريد أن تتخلى عن عاداتها القديمة... نحمد الله والإدارة التلفزية التي قلصت من مدة البرنامج الذي أمدها حتى منتصف النهار تقريبا الرئيس السابق للمؤسسة السيد مصطفى الخماري...
ففي إحدى منومات هذا البرنامج، على سبيل المثال، فقرة المطبخ، ولا أدري لماذا تلفزتنا تصر على الحديث عن الأكل صباحا. في هذه الفقرة تحدث "الشاف" وأفاض في شكشوكة القرع التي وصفتها المنشطة في زلة لسان بـ"شكشوكة العرق" وأضافت أن "الزيتون متاعنا" وأن "الهريسة العربي تبنن الماكلة ياسر" ولم تنسى أن تتساءل عن سر اختيار الشاف أطباقا بلورية لتقديم مأكولاته هل ذلك "في نطاق الشفافية" إلخ... من الخزعبلات الصبيانية وكأن المركب لا يوجد به ربان وأن كل واحد يغني على ليلاه...
كذلك معرض الصحف التونسية الذي، إن لم يبعث فيك رغبة العودة إلى الفراش، فقد يكون مصدرا للغثيان... في جهاز قائم على الصورة وبصوت إذاعي جهوري كما الذي ألفناه في الستينات يقرأ لك مجهول افتتاحيات متشابهة من "الحرية" و"الرونوفو" و"الصحافة" وهي صحف لا نعرف إن كان القارئ التونسي يعرفها، مضيفا الشروق و"لابراس" و"الصريح" التي لا تنشر ورقة لا تعترف بمرور الزمن وتطور الأحداث، طالما هي قائمة على مصطلحات لا رابط بينها إلا الرغبة في الثناء والرفع من المعنويات والتقييم المفرط في الإنجازات... أن تكون هناك صحف معارضة لها أراء مغايرة عن "كونشرتو بني وي وي" وإن قيد أنملة، فذلك من المستحيلات السبع...
"الزيدي" زاد فيه...
وفي السياق نفسه بثت الهجالة برنامجا مسجلا مثل العادة تم في المبنى الجديد للتلفزة الذي يعج هذه الأيام بالزيارات التفقدية حتى لا تحصل المصيبة عند التشغيل وتطير الرؤوس كما لو كانت هي المسؤولة... هو برنامج "المنتدى" الشهير الذي يعده الأشهر علي بن نصيب ويقدمه رئيس تحرير الأخبار، السيد عماد قطاطة... كان موضوع الحلقة "السياسة الثقافية التونسية" وكأن ذلك ردا على لقاء أمين عام حزب التجديد والمرشح للانتخابات الرئاسية السيد أحمد إبراهيم بالمبدعين والمثقفين التونسيين. حضر البرنامج معالي وزير الثقافة رؤوف الباسطي، المطربة سنيا مبارك، عضو مجلس المستشارين عن الوحدوي، الناشر المنصف الشابي والسيد الدكتور وعضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم ورئيس تحرير يوميته "الحرية"، عالم الاجتماع (كما وصف نفسه) السيد المنجي الزيدي... أن يدافع وزير الثقافة عن سياسة الدولة وأن يقرأ الأمور من زاوية المسؤول وأن يشير دائما إلى رئيس الدولة، فذلك من حقه وذلك ما هو مطلوب منه... ولكن، ونحن لسنا في حملة انتخابية، أن يزايد السيد الزيدي على وزير الثقافة و"يفريس" الخطاب الرسمي، ألا يفتح فاه وينبس بكلمة إلا وهلل وطبل وتغنى وأشاد بقرارات رئيس الدولة الرائدة في الاهتمام بالشأن الثقافي وربط الثقافة بالتنمية و... و.... و.... من النخالة وكل ذلك بصوت بارد وعينان فارغتان وهيئة أستاذية كأنه من شخصيات أورويل الإصطناعية، فإنك تلعن التلفزة وتتذكر أن العملة الصعبة حينما يستسهل استعمالها في غير محلها، تصبح من البلاستيك...
إن لعب المستشار والناشر السيد المنصف الشابي دوره كمعارض في "رفع الارانب" التي اراد كل من الوزير والزيدي وقطاطة دفنها، فذلك أدنى ما هو مطلوب منه. إلا أن البرنامج مر على مقص الرقابة ولمعده اللباقة في الإفصاح عن نية المقص... لقد قلل المقص في حدة النقاش بين الشابي والوزير في موضوعين (قلة دعم تصدير صورة تونس بالخارج وأن لا فائدة في إعلام إتحاد الناشرين والسهو عن المسؤولين الرئيسيين لأن ذلك ليس من سمات الديمقراطية)، ومع الزيدي فيما يخص الموازنة والـ1 في المائة المخصصة للثقافة ومع مقدم البرنامج في موضوع تقاسم زمن المداخلات... إن تغربل الهجالة البرامج وتترك لنا النخالة لتحتفظ بالـ"ممو"، فإن ذلك من سمات التلفزات البودورو... مما يوسع في الفجوة بين المواطن والإعلام العمومي ليقولون لنا فيما يعد: أرأيتم النتائج؟ يجب التنصل من هذه المؤسسات وبيعها بالمليم الرمزي لخواصنا"...
حينما تنتفخ "أم ڤراڤر"
أن يستقبل رئيس الدولة ويتوج نخبة طلبة الجامعات والمعاهد التونسية في يوم العلم، فذلك أمر طبيعي ومحمود ولا يتطلب أكثر من التنويه لأن الرئيس هنا يقوم بعمله... أن يمسك المنشط الإذاعي-التلفزي-الحزبي عفيف الفريڤي بهذا الموضوع في أول حلقة له من برنامج "مسك الليل" وينفخ فيه كما فعلت الضفدعة أم ڤراڤر مع نفسها امام البقرة، فإن ذلك لا يحصل إلا مع الهجالة التي تنفخ في النخالة لتلهية الدواجن بغناء التراب فيما هو مليء بالحصحاص...
إستضاف الفريقي تلك النخبة ليحاورها حول واقعها وآمالها وفي خلده التوجه دائما وباستمرار إلى من يهمه الأمر من المسؤولين وإلا لقام بعمله التنشيطي العادي دون ذاك التطبيل الذي استمعنا إليه من نظيره الزيدي والذي لا يغني إلا القائلين به... وكما هي الحال في استعمال اللون البنفسجي في الغالبية الغالبة من برامج الهجالة حتى في تلك التي لا منفعة إقتراعية منها مثل برامج الأطفال (برنامج أحنا هكا لنزار الشعري) او المسنين (رحلة عمر)، فإن الفريقي استهل البرنامج بنخبة الأمن الوطني والجيش والديوانة والحرس الوطني... أليست هناك أبلغ رسالة في مجتمع طيلة تاريخه لا علاقة له بالمؤسسات العسكرية والأمنية؟ أن نستمع للفريقي يقول "الجيش وما أدراك من الجيش... برشة شبان يحبوا يدخلوا الجيش" ونعرف مليا ان الشبان هاربين حتى من الخدمة العسكرية جراء الرافل، نعرف أن الخطاب ليس موجها للمواطن... حينما يعلن الفريقي أن من بين الحاضرين أولياء من التجمع الدستوري الديمقراطي (؟)، هل نستمر في مشاهدة البرنامج أم نرحل نحو نسمة أو حنبعل؟ هذا ناهيك هن لون الستائر البنفسجية وبساط المنصة حتى الورقة التي يمسك بها السيد الفريقي فهي بنفسجية... وبالتالي، لا نفاجئ حينما يسأل الفريقي :"ماهو إحساسك وأنت واقف أمام سيادة رئيس الجمهورية؟" طبعا هي أسئلة نخالية. وإن اعتدنا النخالة في حياتنا الإعلامية العامة، إنه من غير اللائق للهجالة أن تعتبر التوانسة الذين يمولونها جمع من الدجاج لا حق له إلا في النخالة...
بعض الأطباء المداوين بالطبيعة يقولون بأن النخالة هي "قلب" القمح وهي أفضل ما يوجد به... ولذلك نرى التونسي يحب العضم (البيض) العربي والدجاج العربي لأن بهما قوة التخالة... فهل إعلام الهجالة هو "قلب" الإعلام؟
نجيب على شاكلة "زوربا": "لا تعكر حلمها، فهي صحبة نخالة باشا..."
الطريق الجدبد. العدد 137 ص 9 بتاريخ السبت 18/7/2009

Tunisnews العدد 3343 بتاريخ 18 جويلية 2009


النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين:خطوة إلى الأمام نحو الانقلاب.. .وخطوات إلى الوراء نحو المصالحة والوفاق

نورالدين المباركي

تونس/الوطن
حملت بداية هذا الأسبوع تطورات خطيرة في ملف النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ،فقد دعا المكتب التنفيذي في بيان أصدره يوم الاثنين 13 جويلية المكتب التنفيذي الموسّع للإجتماع يوم 21 جويلية "لملاحظة الشغور" الحاصل في تشكيلة المكتب التنفيذي بعد الاستقالة الرابعة التي وردت رسميا يوم 26 جوان.

لكن بعد ساعات قليلة من صدورهذا البيان صدر بيان عن "المكتب التنفيذي الموسّع" أعلن عن تكوين لجنة إعداد المؤتمر الاستثنائي (يوم 15 أوت) وفتح باب الترشحات لعضوية المكتب التنفيذي.

وقد اعتبر عدد من الصحفيين أن بيان المكتب التنفيذي الموسّع هو خطوة نوعية لتكريس الانقلاب باعتبار أنّ اجتماع المكتب التنفيذي الموسع الذي أقرّ يوم 15 أوت موعدا للمؤتمر الاستثنائي كان غير شرعي وأن موعد 15 أوت بدوره غير شرعي.

وكان حبيب الميساوي عضو المكتب التنفيذي الموسع (رئيس لجنة السكن) أكّد في أكثر من مناسبة أنّ قرار تعيين المؤتمر يوم 15 جويلية غير شرعي هذا الى جانب أنه سبق صدور بيان المكتب التنفيذي الموسع عدّة جلسات "تفاوضية" مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الموسع لإختيار موعد للمؤتمر يكون وفاقيا ويحترم القوانين الداخلية للنقابة، وقد أبدى هؤلاء استعدادهم للذهاب إلى مؤتمر وفاقي لكنّهم أكّدوا أنهم ينتظرون "التعليمات" التي لا يعرف أي كان مصدرها.

ويبدو من خلال بيان المكتب التنفيذي الموسع (13 جويلية) أن "التعليمات" التي يتحدثون عنها ترفض أي مؤتمر وفاقي يحافظ على وحدة الصحفيين ووحدة نقّابتهم.

عمليا الأمور تتجه في الوقت الراهن إلى انجاز مؤتمرين مؤتمر 15 أوت (وهو غير شرعي بالنظر إلى قوانين نقابة الصحفيين) ومؤتمر آخر سيتم تعيين موعده بعد اجتماع المكتب التنفيذي الموسع الذي دعا إليه المكتب التنفيذي للنقابة المجتمع يوم الاثنين 13 جويلية وهذا خطر حقيقي يهدّد وحدة الصحافيين التونسيين ووحدة نقّابتهم التي لم يمر على تأسيسها أكثر من سنة ونصف السنة.


وفيما يلي أهم ما جاء في بيان المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين:" يعلم المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية ... أن الاستقالة التي تقدم بها الزميل حبيب الشابي بتاريخ 26 جوان 2009 أصبحت نافذة بتاريخ 12 جويلية 2009، استنادا إلى أحكام الفصل 48 من النظام الداخلي للنقابة ونصّه : "لا تقبل استقالة العضو أو المنخرط إلاّ متى كانت مكتوبة وممضاة وبعد مرور 15 يوما".
وبناء عليه تقرر دعوة المكتب التنفيذي الموسع للنقابة للاجتماع يوم الثلاثاء 21 جويلية 2009 ... بمقر النقابة لملاحظة الشغور. وذلك عملا بمقتضيات الفصل 19 من القانون الأساسي للنقابة ونصّـه : "إذا تجاوز الشغور الحاصل داخل المكتب المنتخب أصليا ثلاثة يدعو رئيس النقابة المكتب التنفيذي الموسع للانعقاد في ظرف نصف شهر على أقصى تقدير لملاحظة الشغور".
وسيوجه رئيس النقابة دعوات فردية لأعضاء المكتب التنفيذي الموسع القانوني لحضور الاجتماع المذكور....".
وجاء أيضا :" إن رئيس النقابة هو المخوّل وحده وحصريا لدعوة المكتب التنفيذي الموسع للاجتماع لملاحظة الشغور حسب صريح نصّ الفصل 19 من القانون الأساسي. كما لا يمكن لهذا الاجتماع أن ينعقد قبل مرور 15 يوما على ورود الاستقالة الرابعة من المكتب التنفيذي بشكل قانوني. وهو ما لم يحترمه زملاؤنا ومن يقف خلفهم، من الذين دفعهم تعجلهم لعقد المؤتمر الاستثنائي بأي ثمن إلى خرق قوانين النقابة وعدم الالتفات إليها، سعيا منهم للانقلاب على الشرعية. فضلا عن ضربهم عرض الحائط بدعوة المصالحة التي نادى بها عموم الصحفيين في اللائحة المنبثقة عن جلستهم العامة الملتئمة بتاريخ 26 جوان 2009. وكذلك بعرض الاتحاد الدولي للصحفيين التوسط في إنجاز مصالحة تضمن وحدة الصف الصحفي ومناعة النقابة واستقلاليتها.
(صحيفة " الوطن" لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 94 بتاريخ 17 جويلية 2009)

المصدر: تونسنيوز العدد 3343 بتاريخ 18 جويلية 2009

samedi 18 juillet 2009

الصحفيون التونسيون العاملون بالخارج: عريضة مساندة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

نحن الصحفيين التونسيين العاملين بالخارج والموقعين على هذه العريضة، تابعنا بكلّ قلق التطورات الأخيرة في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. وأمام محاولات سحب الثقة من المكتب التنفيذي للنقابة الذي أفرزته انتخابات حرّة ونزيهة، نعلن للرأي العام الوطني والدولي :

* مساندتنا المطلقة لزملائنا في المكتب التنفيذي وندعوهم إلى مواصلة عملهم، بصفتهم الممثلين الشرعيين للنقابة.

* تمسكنا بالحق في حرية العمل النقابي كما نصّ على ذلك البند الثامن من دستور الجمهورية التونسية، من قانون مجلة الشغل الصادر في غرّة ماي سنة 1969 (الكتاب السابع، الباب الأول، الفصول 242 إلى 257)، وطبقا للاتفاقيات الدولية عدد 87 لسنة 1948 و98 لسنة 1949 التي صادقت عليها تونس منذ سنة 1957، والإعلان الدولي لسنة 1998 المتضمن للحقوق الأساسية للشغل، وفي مقدمتها الحق النقابي.

* رفضنا المطلق لأي محاولة للمسّ بالنقابة ومحاولات تقويض جهودها من أجل تحسين ظروف الصحفيين، والعمل على ترسيخ أسس العمل الصحفي الحر ونطالب بعدم التدخل في شؤونها.

*استنكارنا لما تردد عن تعرض زملائنا من ضغوط إدارية وسياسية لسحب الثقة من القيادة الشرعية للنقابة. ونعتبر أن الجنوح لمثل هذه الممارسات من شأنه تأجيل تحرير الصحافة التونسية، وحرمان زملائنا المقتدرين من المساهمة في دفع بلادنا نحو الأفضل.

التوقيعات:

1- محمد كريشان – صحفي ومذيع أخبار – قطر
2- كمال العبيدي – صحفي – الولايات المتحدة الأميركية
3- حسن الجويني – صحفي – قبرص
4- آمال وناس – صحفية أولى – قطر
5- فاتن الغانمي – صحفية – قطر
6- نوفر عفلي – صحفية ومذيعة – قطر
7- نور الدين العويديدي – صحفي – قطر
8- أنور سويد – صحفي ومنتج أخبار – قطر
9- نبيل الريحاني – صحفي - قطر
10- الهادي يحمد – صحفي – فرنسا
11- محمد الفوراتي – صحفي – قطر
12- نزار الأكحل – صحفي ومذيع – قطر
13- زياد طروش – صحفي ومنتج أخبار أوّل - قطر
14- - بسام بونني – صحفي – قطر
15- جلال الورغي – صحفي - بريطانيا
16- لطفي المسعودي – صحفي ومنتج برامج – قطر
17- فرحات العبار – صحفي – قطر
18- الطاهر العبيدي – صحفي - فرنسا
19- علي بوراوي – صحفي - فرنسا
20- ليلى الشايب – صحفية ومذيعة أخبار – قطر
21- على عثماني – صحفي – قطر
22- ماهر خليل – صحفي – قطر
23- زهير لطيف – صحفي – بريطانيا
24- عبد اللطيف صديق – صحفي – روسيا
25- رضوان الحمروني – منتج أخبار وبرامج – إيران
26- حسن الصغير - صحفي – قطر
27- نبيل الغربي – صحفي – قطر
28- عبد الباقي خليفة – مراسل صحفي – البوسنة
29- ألفة الجامي – محررة أخبار – الكويت
30- حسناء المنصوري – صحفية – الكويت
31- زهير حمداني – صحفي – قطر
32- صالح الأزرق – مذيع وصحفي – بريطانيا
33- شكري الصيفي – صحفي - الكويت


تبقى العريضة مفتوحة للزملاء الصحفيين التونسيين العاملين في الخارج. الرجاء إرسال الإسم واللقب والمسمّى الوظيفي وبلد العمل للعنوان الالكتروني التالي :
Snjt_diaspora@hotmail.fr

المصدر: تونسنيوز،
العدد 3342 بتاريخ 17 جويلية 2009

vendredi 17 juillet 2009

اللجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: بيــان


اللجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

تونس في 15 / 07 / 2009


بيــــان


تتابع الجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بانشغال كبير وضعية الانقسام التي أصبحت تهدد نقابة الصحفيين التونسيين بعد إعلان مجموعة من الصحفيين أعضاء المكتب التنفيذي الموسع عن نيتهم عقد مؤتمر استثنائي في 15 اوت 2009 دون احترام القانون الداخلي للنقابة ودون موافقة بقية الصحفيين وهو ما يهدد وحدة النقابة .
وبناء على هذا تتبنى اللجنة دون تحفظ موقف الاتحاد الدولي للصحفيين الذي اعتبر أن الإعلان عن تاريخ مبكر للمؤتمر الاستثنائي يهدد نزاهة العملية الانتخابية ومصداقية النقابة وترى أنه من الضروري أن ينعقد هذا المؤتمر في ظروف هادئة وبطريقة شفافة ومع تشريك كل الصحفيين .
كما تضم اللجنة صوتها إلى صوت الاتحاد الدولي للصحفيين في مناشدته لكل أعضاء قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن يتعاونوا معا في عملية الإعداد للمؤتمر الاستثنائي وان يستغلوا الاجتماع الذي دعا إليه المكتب التنفيذي و الذي سينعقد في 21 جويلية 2009 لاتخاذ القرارات النهائية بخصوص تاريخ عقد المؤتمر الاستثنائي .
وتجدد اللجنة تمسكها بنقابة وطنية للصحفيين التونسيين قوية ومستقلة ومعبرة عن إرادتهم ومدافعة عن مطالبهم المادية والمعنوية وهي تعتبر وجود نقابة قوية ومستقلة شرطا أساسيا من شروط قيام إعلام حر شفاف وتعددي .


عن اللجنة
المنسق
محمد العيادي


المصدر: تونسنيوز، العدد 3341 بتاريخ 16 جويلية2009





mercredi 15 juillet 2009

أعلن رفضه لموعد 15 أوت الانقلابي: الاتحاد الدولي للصحفيين يؤكد بأن الإعلان المنفرد والذي يهدف إلى فرض تاريخ مبكر للمؤتمر يهدد مصداقية النقابة


تموز 15, 2009

الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بالاحترام المتبادل والتحضير النزيه لانتخابات نقابة الصحفيين في تونس




عبر الاتحاد الدولي للصحفيين اليوم عن قلقه من تصاعد التوتر داخل قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حول ادارة وتنظيم عملية الاعداد لعقد المؤتمر الاستثنائي للنقابة.

وقال ايدين وايت، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: "لقد حان الوقت لأن يحترم جميع الأطراف اعضائهم الصحفيين وأن يتفقوا على تاريخ للمؤتمر الاستثنائي، وعلى عملية تنظيمية تمكن جميع اعضاء النقابة التونسية من المشاركة في هذا المؤتمر والتعبير عن آرائهم بحرية. من الضروري ان تتبنى النقابة عملية تنظيمية تلتزم تماما بما ينص عليه نظامها الداخلي."

وتأتي هذه المناشدة من طرف الاتحاد الدولي للصحفيين بعد عدد من الاستقالات تقدم بها اعضاء في مجلس النقابة فرضت المطالبة بعقد مؤتمر استثنائي يتم فيه انتخاب قيادة جديدة للنقابة.

وقد قام عدد من قيادة النقابة، وبشكل منفرد، باعلان يوم 15 آب/اوغسطس تاريخا لعقد المؤتمر الاستثنائي ليستبقوا نتائج الاجتماع الذي سيتم عقده يوم 21 تموز/يوليو الجاري لتحديد تاريخ انعقاد المؤتمر. وبحسب نصوص النظام الداخلي للنقابة فإنه من الواجب عقد المؤتمر الاستثائي خلال شهرين ابتداء من تاريخ 21 تموز/يوليو الجاري.

وقال الاتحاد الدولي للصحفيين أنه من المهم ان يتم عقد هذا المؤتمر بطريقة هادئة وشفافة لتجنب انشقاق مدمر لجسم النقابة ولضمان ثقة الجسم الصحفي بمجلس النقابة الجديد، مؤكدا بانه يجب احترام نزاهة هذه العملية. وأضاف وايت: "من حق كل المرشحين المحتملين ان يمتلكوا وقتا كافيا للتفكير ومراجعة مسالة ترشحهم. وكذلك من حق جميع الأعضاء ان تتاح لهم فرصة المشاركة في المؤتمر."

وقال الاتحاد الدولي للصحفيين بأن الإعلان المنفرد والذي يهدف إلى فرض تاريخ مبكر للمؤتمر يهدد نزاهة العملية الانتخابية ومصداقية النقابة.

وقال وايت: "إن هذا النوع من القرارت لن يؤدي إلا إلى التشكيك في شرعية المجلس الذي سيتم انتخابه. إننا نناشد كل اعضاء قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن يتعاونوا معا في عملية التحضير للمؤتمر الاستثنائي ليتجنبوا التسبب بضرر دائم في الجسم الصحفي، ونناشدهم ايضا ان يستغلوا الاجتماع الذي سيعقد في 21 تموز/يوليو الجاري لاتخاذ القرارات النهائية بخصوص تاريخ عقد المؤتمر الاستثنائي."

للمزيد من المعلومات اتصل بالاتحاد الدولي للصحفيين على: 003222352207

يمثل الاتحاد الدولي للصحفيين ما يزيد على 600000 صحفي في 124 دولة حول العالم

Lien de la page:

http://mena.ifj.org/ar/articles/ifj-calls-for-respect-and-fair-play-in-preparation-of-union-elections-in-tunisia-2?format=print


ركّز على مقاومة الفساد: أوباما يؤكد بأن إفريقيا ليست بحاجة إلى رجال يمارسون القوة بل إلى مؤسسات قوية

البيت الأبيض

مكتب السكرتير الصحفي

11 جويلية 2009


كلمة الرئيس باراك أوباما في غانا



لحظة جديدة واعدة



أكرا، غانا في 11 جويلية2009

الرئيس: (عزف بوق) أحب هذا. شكرا. شكرا. أعتقد أن الكونغرس (الأميركي) بحاجة إلى واحد من هذه الأبواق. (ضحك). صوته جيد. يبدو مثل لوي آرمسترونغ أيام زمان. (ضحك).

طاب وقتكم جميعا. إنه لشرف لي أن أكون في أكرا وأن أتحدث إلى ممثلي شعب غانا. (تصفيق) وأنا ممتن كل الامتنان للترحيب الذي لقيته، وكذلك ميشال وماليا وساشا أوباما. تاريخ غانا غني، والروابط بين بلدينا متينة، وأنا فخور بأن تكون هذه أول زيارة لي لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بصفتي رئيسا للولايات المتحدة الأميركية. (تصفيق)

الولايات المتحدة الأميركية. أود أن أشكر السيدة رئيسة المجلس وجميع أعضاء مجلس النوّاب لاستضافتهم لنا اليوم. وأريد أن أشكر الرئيس ميلز لقيادته المتميزة – والرئيس السابق جيري رولنغس والرئيس السابق كوفور - - نائب الرئيس وقاضي القضاة - - شكرا لكم جميعا لاستضافتكم الاستثنائية وللمؤسسات الرائعة التي بنيتموها هنا في غانا.

إنني أخاطبكم في ختام جولة طويلة. فقد بدأتُ من روسيا في قمة بين دولتين عظميين. وسافرتُ إلى إيطاليا لاجتماع مع قادة اقتصاديات العالم الكبرى. وأتيت إلى هنا، إلى غانا، لسبب بسيط وهو: أن القرن الحادي والعشرين سيتشكل لا بمجرد ما يحدث في روما وموسكو وواشنطن، بل وبما يحدث في أكرا أيضا. (تصفيق)

فهذه هي الحقيقة البسيطة في زمن تغلبت فيه الراوبط بين الشعوب على الحدود بينها. فازدهاركم يمكن أن يمتد ليطال رخاء أميركا. وعافيتكم وأمنكم يمكن يسهما في ما للعالم من عافية وأمن. وقوة ديمقراطيتكم يمكنها أن تساعد في تقدم الحقوق الإنسانية إلى الشعوب في كل مكان.

ولذا أنا لا أرى بلدان أفريقيا وشعوبها بعيدة في عالم آخر. فأنا أعتبر أفريقيا جزءا أساسيا من عالمنا المتصل ببعضه (تصفيق) – شريكا لأميركا باسم المستقبل الذي نريده لأبنائنا. وينبغي لتلك الشراكة أن تقوم على أساس من المسؤولية المشتركة والاحترام المتبادل، وهذا ما أود أن أتحدث إليكم عنه اليوم.

يجب علينا أن نبدأ من مقولة بسيطة هي أن مستقبل أفريقيا هو بيد الأفارقة.

أقول هذا وأنا مدرك تماما للماضي المأساوي الذي لازم هذا الجزء من العالم في بعض الأحيان. ففي عروقي يجري دم أفريقي، (تصفيق) وينطوي تاريخ أسرتي بالذات على المآسي وفرح الانتصارات التي تحكي قصة أفريقيا الشاملة على السواء.

يعرف بعضكم أن جدي كان طاهيا للبريطانيين في كينيا، ورغم ما تمتع به من احترام في قريته كشخص مسنّ، إلا أن مستخدميه ظلوا لفترة طويلة من حياته ينادونه: يا "صبي." ومع أنه كان على هامش الكفاح من أجل تحرير كينيا إلا أنه سجن لفترة قصيرة في زمن ساد فيه القمع. ولم يكن الاستعمار في حياته مجرد شيء خلقته حدود غير طبيعية أو ظروف تجارية مجحفة – بل كان شيئا خبره شخصيا يوما بعد يوما وسنة بعد سنة.

ونشأ والدي راعيا للماعز في قرية صغيرة على مسافة بعيدة نائية بها عن الجامعات الأميركية حيث قدّر له أن يذهب إليها ويحصل على تعليمه فيها. فقد بلغ رشده في لحظة وعد استثنائي من تاريخ أفريقيا. فالكفاح الذي خاضه جيل أبيه بالذات كان يتمخض عن ميلاد دول جديدة ابتداء من هنا في غانا. (تصفيق) وكان الأفارقة يطلبون العلم ويثبتون وجودهم بطرق جديدة. فقد هب التاريخ وانطلق.

ولكن رغم ما تحقق من تقدم – إذ هناك تقدم كبير حصل في بعض أجزاء أفريقيا – نعلم أن قسما كبيرا من ذلك الوعد لم يتحقق بعد. فبلدان مثل كينيا، التي كان معدل دخل الفرد فيها أكبر مما كان لكوريا الجنوبية عندما ولدت أنا، تخلفت كثيرا وسبقتها (كوريا الجنوبية) بمراحل. واجتاحت الأمراض والصراعات أجزاء من القارة الأفريقية.

في كثير من الأماكن أخلى الأمل في كثير من الأماكن الطريق في زمن جيل أبي أمام فقدان الثقة والسخرية، وحتى اليأس. والآن من السهل الآن توجيه أصابع الاتهام وتحميل الآخرين اللوم على هذه المشاكل. بلى، فالخريطة الاستعمارية التي ندر فيها المنطق ساعدت على توليد الصراع وغالبا ما عامل الغرب أفريقيا كربيبة يتفضل عليها ومصدر للموارد بدلا من شريكة. لكن الغرب ليس مسؤولا عن دمار اقتصاد زيمبابوي خلال العقد الماضي أو عن الحروب التي يُجند لها الأطفال كمقاتلين. وفي حياة أبي كان الوضع في جزء منه قبليا وفي آخر محسوبيا في كينيا المستقلة، وهو ما تسبب في تغيير مجرى حياته العملية لفترة طويلة، ونحن نعلم أن هذا النوع من الفساد لا يزال حقيقة من واقع الحياة اليومية لعدد أكبر من الكثيرين.

الآن نحن نعلم أيضا أن هذه ليست القصة كلها. فهنا في غانا، أنتم تظهرون لنا وجها لأفريقيا غالبا ما يتجاهله عالم لا يرى إلا المأساة والحاجة إلى الإحسان. فشعب غانا عمل بجد لإرساء الديمقراطية على أساس ثابت بتكرار الانتقال السلمي للسلطة حتى في أعقاب انتخابات متقاربة النتيجة ومختلف عليها. (تصفيق) وبالمناسبة، هل أستطيع القول في هذا – إن الأقلية تستحق الفضل في هذا مثل الأكثرية. (تصفيق) وأظهر اقتصاد غانا مع تحسن جودة الحكم ونهوض مجتمع مدني، معدلات نمو مدعاة للإعجاب. (تصفيق)

صحيح أن هذا التقدم قد يفتقر إلى الطابع الدرامي لكفاح التحرير الذي تميز به القرن العشرون، ولكن لا يخطئن أحد بأنه سيكون الأهم في نهاية المطاف. فبقدر ما هو مهم الخروج من سيطرة دولة أخرى، فالأهم هو بناء دولتها بالذات.

ولذا فإنني أومن بأن هذه اللحظة واعدة لغانا – ولأفريقيا – مثل ما كانت اللحظة واعدة عندما بلغ أبي رشده وكانت تولد دول جديدة. هذه لحظة جديدة بوعد عظيم. وتعلمنا في هذه المرة فقط أن مصير أفريقيا لن يقرره عمالقة من أمثال نكروما وكينياتا. فبدلا منهم، أنتم، الرجال والنساء في برلمان غانا (تصفيق) والشعب الذي تمثلونه نعم ستستطيعون فعل ذلك. وسيكون الشباب – الزاخر بالمواهب والطاقة والنشاط والأمل – هو الذي يتمتع بالمستقبل الذي لم يدركه الكثيرون أبدا في الأجيال السابقة.

والآن، لكي نحقق ذلك الوعد، علينا أن ندرك أولا الحقيقة الجوهرية التي بعثتم فيها الحياة في غانا وهي: أن التنمية تعتمد على الحوكمة والحكم الرشيد. (تصفيق) فذلك هو العنصر الحيوي الذي ظل مفقودا زمنا طويلا في كثير من الأماكن. إنه التغيير الذي يمكن أن يطلق طاقات أفريقيا. وهو مسؤولية لا يلبيها إلا الأفريقيون.

أما بالنسبة لأميركا والغرب، فينبغي أن يقاس التزامنا بأكثر من مبالغ الدولارات التي ننفقها. صحيح أنني تعهدت بزيادة كبيرة في مساعداتنا الخارجية وهو في مصلحة أفريقيا وصالح الولايات المتحدة. لكن الدليل الصحيح على النجاح ليس ما إذا كنا مجرد مصدر مساعدة دائمة تعين الشعب على المعيشة بشق الأنفس، بل في ما إذا كنا شركاء في بناء القدرة على التغيير التحولي.(تصفيق)

هذه المسؤولية المشتركة هي التي يجب أن تكون أساس شراكتنا. وسأركز في حديثي اليوم على أربع نواح حاسمة بالنسبة لمستقبل أفريقيا والعالم النامي كله وهي: الديمقراطية، والفرصة، والصحة، والحل السلمي للنزاعات.

أولا، يجب علينا أن ندعم الحكومات الديمقراطية القوية المستدامة. (تصفيق)

كما سبق وقلت في القاهرة، كل دولة تبث الحياة في الديمقراطية بطريقتها الخاصة وانسجاما مع تقاليدها. لكن للتاريخ أحكاما جلية: فالحكومات التي تحترم إرادة شعوبها وتحكم بالإجماع لا بالإكراه، هي الأكثر رخاء وازدهارا، والأكثر استقرارا وأكثر نجاحا من التي لا تفعل.

وهذا يتخطى مجرد إجراء انتخابات – فهو أيضا معنيّ بما يجري بينها. (تصفيق) فالقمع يتخذ عدة أشكال، وقد ابتلي كثير من الدول، حتى تلك التي تجري انتخابات، بالمشاكل التي حكمت على شعوبها بالفقر. وما من بلد يقدر على تكوين ثروة إذا عمل قادته على استغلال الاقتصاد لإثراء أنفسهم، (تصفيق) أو إذا كانت الشرطة تُشترى من قبل المتاجرين بالمخدرات. (تصفيق) وليست هناك مؤسسة تجارية ترغب في الاستثمار في مكان تقتطع فيه الحكومة 20 بالمئة من الأصل (تصفيق) أو حيث يكون رئيس سلطة الموانئ فاسدا. وما من شخص يود أن يعيش في مجتمع تفسح فيه سلطة القانون السبيل أمام سلطة الوحشية والرشوة. (تصفيق) فتلك ليست من الديمقراطية في شيء، حتى ولو أجريت انتخابات بين وقت وآخر، فهي طغيان وهذا أوان نهاية هذا الأسلوب من الحكم. (تصفيق)

في القرن الحادي والعشرين، المؤسسات القديرة المعول عليها والشفافة هي أساس النجاح – أي برلمانات قوية وقوات شرطة شريفة، وقضاة وصحفيون مستقلون، وقطاع خاص ينبض بالنشاط ومجتمع مدني. (تصفيق) هذه هي الأمور التي تجعل الحياة ديمقراطية، لأن هذا هو ما له حساب في حياة الناس اليومية.

الآن، لقد دأب الغانيون مرة بعد أخرى على اختيار الحكم الدستوري بدلا من الحكم الفردي(الأتوقراطي) وأظهروا روحا ديمقراطية مكّنت طاقة شعبكم من الانطلاق. (تصفيق) لقد شهدنا هذا في القادة الذين تقبلوا الهزيمة بكرم بالغ – وحقيقة أن معارضي الرئيس ميلز كانوا واقفين بجانبه مساء أمس لاستقبالي عندما نزلت من الطائرة تملأ مجلدات عن غانا – (تصفيق) وبالفائزين الذين يقاومون دعوات التمسك بالسلطة في مواجهة المعارضة. ورأينا تلك الروح عند الصحفيين الجريئين مثل أنس أريمياو أنس الذي خاطر بحياته كي ينقل الحقيقة. رأيناها في شرطة مثل بيشانس كوايه والمساعدة في محاكمة أول مُتّجر بالبشر في غانا. (تصفيق) ونراها في الشبان الذين يرفعون أصواتهم ضد المحسوبية ويشاركون في العملية السياسية.

لقد شهدنا عبر أفريقيا أمثلة لا تحصى من الناس الذين يمسكون بزمام مصيرهم ويحدثون التغيير من الأسفل إلى القمة. وفي كينيا شهدنا المجتمع المدني وقطاع الأعمال الخاصة يتضافران للمساعدة في وقف العنف الذي أعقب الانتخابات. وشهدناه ف جنوب أفريقيا حيث أدلى أكثر من ثلاثة أرباع أهل البلاد بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة – رابع انتخابات منذ نهاية الفصل العنصري. ورأينا ذلك في زيمباوبوي حيث تحدت شبكة دعم الانتخابات القمع الوحشي لتقف مدافعة عن مبدأ أن صوت الفرد حق مقدس له.

والآن لا يخطئن أحد في أن التاريخ في صف أولئك الأفارقة الجسورين وليس إلى جانب أولئك الذين يستخدمون الانقلابات أو يغيرون الدساتير كي يضمنوا بقاءهم في الحكم. وأفريقيا ليست بحاجة إلى رجال يمارسون القوة بل إلى مؤسسات قوية. (تصفيق)

وأميركا لن تسعى إلى فرض أي نظام من الحكم على أي بلد آخر – فالحقيقة الأساسية للديمقراطية هي أن تقرر كل دولة مصيرها بنفسها. لكن ما ستفعله أميركا هو أن تزيد المساعدة للأفراد الذين يتحلون بالمسؤولية والمؤسسات المسؤولة مع تركيز اهتمامنا في دعم الحكم الرشيد– في البرلمانات التي تمنع إساءة استغلال السلطة وتضمن سماع صوت المعارضة، (تصفيق) وفي حكم القانون الذي يكفل المساواة في العدالة، وفي المشاركة المدنية بحيث يشارك الشباب، وفي الحلول الملموسة للفساد كالمحاسبة القضائية، وفي التشغيل التلقائي للخدمات، (تصفيق) وفي تعزيز الخطوط الساخنة، وفي حماية من يبلغون عن الفساد وسوء الاستغلال ضمانا للشفافية والمحاسبة.

ونحن نقدم هذا الدعم. فقد أمرتُ حكومتي بأن تولي اهتماما أكبر بالفساد في تقريرنا عن حقوق الإنسان. إذ ينبغي للناس في كل مكان أن يتمتعوا بحق إنشاء شركات أو يحصلوا على التعليم بدون دفع رشاوى. (تصفيق) وعلينا تقع مسؤولية دعم أولئك الذين يعملون بمسؤولية وعزل أولئك اللامسؤولين، وهذا تحديدا ما ستفعله أميركا.

والآن هذا يقود مباشرة نحو المجال الثاني للشراكة – وهو دعم التنمية التي توفر الفرص لعدد أكبر من الأشخاص.

وباتباع نظم أفضل للحكم، لا يوجد لدي أي شك في أن أفريقيا يكمن فيها وعد وجود قاعدة أرحب للازدهار والرخاء. والشاهد على ذلك النجاح غير العادي للأفارقة في بلدي أميركا. إن أحوالهم جيدة جدا. فلديهم مواهب وقدرات، ولديهم روح المغامرة والإقدام على المشروعات التجارية- والسؤال هو- كيف نتأكد من أنهم يحققون النجاح في دولهم الأصلية. إن القارة غنية بثرواتها الطبيعية. والأفارقة، ابتداء من تجار الهواتف المحمولة إلى صغار المزارعين، قد أظهروا القدرة والالتزام بخلق الفرص لأنفسهم بأنفسهم. لكن ينبغي أيضا كسر العادات القديمة. فالاعتماد على المواد الخام – أو على سلعة تصديرية واحدة – تركز الثروة في يد فئة محدودة، وتترك الشعب معرضا بدرجة كبيرة للانكماش الاقتصادي.

وفي غانا، على سبيل المثال، فإن البترول يجلب فرصا عظيمة، وقد تحليتم بالمسؤولية وأنتم تستعدون للحصول على عائدات جديدة. ولكن مثلما يعلم العديد من الغانيين، فإن البترول لا يمكن أن يصبح بمثابة "الكاكاو الجديد".فالتاريخ أثبت أنه من كوريا الجنوبية إلى سنغافورة، فإن الدول تنمو وتزدهر حينما تستثمر في الشعوب وفي بنياتها الأساسية؛ (تصفيق) وحينما تشجع تعدد صناعة التصدير، وتعمل على إعداد قوة عمل ماهرة، وتوفر مساحة للمشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تخلق فرص العمل.

وفيما يواصل الأفارقة العمل من أجل تحقيق هذا الوعد، فإن أميركا يمكن أن تتحلى بقدر أكبر من المسؤولية وهي تمد يد المساعدة. إننا نريد تخفيض النفقات التي يتقاضاها المستشارون والإداريون الغربيون، لكي يمكننا أن نضع مزيدا من الموارد في يد من يحتاجون إليها، وفي الوقت نفسه ندرب الناس على فعل المزيد من أجل أنفسهم.(تصفيق) وهذا هو السبب في أن مبادرة تأمين الغذاء التي خصصنا لها 3.5 بليون دولار ينصب تركيزها على الأساليب والتكنولوجيات الجديدة للزراعة – ولا تقتصر على مجرد إرسال منتجات أو سلع أميركية إلى أفريقيا. فتقديم المعونة ليس هدفا نهائيا في حد ذاته. وإنما ينبغي أن يكون الهدف من المساعدات هو تهيئة الظروف بحيث تنتفي الحاجة إلى تلك المساعدات في نهاية المطاف. إنني أريد أن أرى الغانيين معتمدين على أنفسهم بالنسبة للغذاء، ليس هذا فحسب، وإنما أريد أن أراكم تصدّرون الغذاء إلى دول أخرى وتكتسبون (غير مسموع). نعم، إنكم تستطيعون تحقيق ذلك! (تصفيق)

والآن، تستطيع أميركا أيضا أن تفعل المزيد من أجل تشجيع التجارة والاستثمار. فالدول الغنية ينبغي أن تفتح أبوابها للسلع والخدمات من أفريقيا بطريقة يكون لها مغزى. وهذا سيكون التزاما تتعهد به حكومتي. وحيثما يوجد حكم رشيد ، يمكننا خلق قاعدة أعرض للازدهار والرخاء من خلال علاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تستثمر في إنشاء طرق أفضل وإنتاج الطاقة الكهربائية؛ وبناء القدرات التي تدرب الناس وتعلمهم إنشاء وتنمية المشروعات التجارية؛ وتوفير الخدمات المالية بحيث لا تصل إلى المدن الكبرى فحسب، وإنما إلى المناطق الفقيرة والريفية. وهذا سيكون في مصلحتنا أيضا- لأنه إذا انتُشل الناس من وهدة الفقر ووُجدت الثروة في أفريقيا،- فماذا تتوقعون؟- ستكون هناك أسواق جديدة تُفتح لمنتجاتنا وبضائعنا نحن أيضا.

وهناك مجال آخر يمثل بالنسبة لنا خطرا لا يمكن إنكاره وهو في الوقت نفسه يمثل كذلك أملا واعدا لدرجة استثنائية، ألا وهو الطاقة. إن أفريقيا هي أقل مناطق العالم من حيث انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، لكنها في الوقت نفسه أكثر المناطق المهددة في العالم بتغيرات المناخ. ومع ارتفاع درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية تنتشر الأمراض، وتتناقص مصادر المياه وتفسد المحاصيل الزراعية، مما يهيئ الظروف لحدوث مزيد من المجاعات والنزاعات. إننا جميعا – وبصفة خاصة العالم المتقدم - علينا مسؤولية إبطاء تلك الاتجاهات – من خلال تخفيف حدتها والآثار المترتبة عليها، وتغيير الطريقة التي نستخدم بها الطاقة. لكننا نستطيع أيضا أن نعمل مع الأفارقة بحيث نحول هذه الأزمة إلى فرصة متاحة.

إننا نستطيع معا أن نكون شركاء في الدفاع عن كوكبنا وعن ازدهارنا، كما نستطيع أن نساعد الدول على توسيع نطاق قدرتها للحصول على الطاقة وفي الوقت نفسه تتخطى بقفزة واحدة المرحلة الصعبة في التنمية. وفي جميع أرجاء أفريقيا، توجد مصادر وفيرة للحصول على الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية؛ وأيضا من حرارة باطن الأرض والوقود الأحيائي. ومن منطقة الوادي المتصدع إلى منطقة الصحارى في الشمال الأفريقي؛ ومن الساحل الغربي للقارة الأفريقية إلى المحاصيل الزراعية لجنوب أفريقيا- فإن الهبات الطبيعية التي لا تُحصى لأفريقيا يمكن تكون مصدرا لتوليد احتياجاتها من الطاقة، وفي الوقت نفسه لتصدير الطاقة النظيفة التي تدر عليها أرباحا إلى الخارج.

إن هذه الخطوات ليست مجرد أرقام عن النمو في صفحة لموازنة الميزانية. إنها تتعلق بما إذا كان شاب متعلم سيستطيع العثور على فرصة عمل تمكنه من إعالة أسرته؛ وبما إذا كان مزارع يمكن أن ينقل منتجاته إلى السوق؛ أو بما إذا كان مستثمر صغير لديه أفكار جيدة يمكنه أن ينشئ مشروعا تجاريا. إنها تتعلق بكرامة العمل. وتتعلق بالفرص التي ينبغي أن تُتاح للأفارقة في القرن الـ21.

ومثلما يمثل الحكم الرشيد عاملا حيويا من أجل إتاحة الفرص، فإنه عامل مهم وحيوي أيضا بالنسبة للمجال الثالث الذي أريد الحديث عنه وهو تعزيز الصحة العامة.

ففي السنوات الأخيرة، تحقق تقدم هائل في مناطق من أفريقيا. فقد تزايد بنسبة كبيرة عدد الأشخاص الذين يستطيعون أن يحيوا حياة منتجة رغم أنهم مصابون بمرض الإيدز أو الفيروس المسبب له إتش آي في، لأنهم يحصلون على الأدوية التي يحتاجون إليها. لقد شاهدت للتو عيادة رائعة – مستشفى متخصصة في الرعاية الصحية للأمهات. لكن هناك أشخاصا كثيرين آخرين ما زالوا يموتون نتيجة إصابتهم بأمراض كان من الممكن شفاؤهم منها. فحينما يموت الأطفال بسبب لدغة بعوضة، وحينما تموت الأمهات أثناء عمليات الوضع، فإننا ندرك حينئذ أنه لا بد من تحقيق مزيد من التقدم.

ولكن نظرا لأن الحوافز – التي تقدمها عادة الدول المانحة- فإن العديد من الأطباء والممرضات الأفارقة يرحلون إلى الخارج، أو يعملون في برامج للقضاء على مرض واحد بعينه. وهذا يخلق فجوات في نظم الرعاية الصحية والوقاية الأساسية. وفي الوقت نفسه يجب على الأفارقة كأفراد أن يتخذوا القرارات المسؤولة التي تحول دون انتشار الأمراض، فيما يتم تحسين الصحة العامة في مجتمعاتهم وبلادهم.

وهكذا فإننا نرى في جميع أرجاء أفريقيا نماذج للأشخاص الذين يتعقبون تلك المشاكل. ففي نيجيريا، هناك جهد مشترك تم بالتعاون بين المسيحيين والمسلمين أصبح نموذجا للتعاون بين الأديان في مواجهة الملاريا. وهنا في غانا وفي أنحاء متفرقة من أفريقيا، نرى أفكارا مبتكرة لسد الفجوات في الرعاية الصحية – على سبيل المثال من خلال المبادرة المعروفة باسم المبادرة الإلكترونية للصحة التي تتيح للأطباء في المدن الكبرى دعم ومساعدة الأطباء في البلدات الصغيرة والقرى.

إن أميركا ستقدم الدعم لتلك الجهود من خلال استراتيجية شاملة للصحة العالمية. لأننا في القرن الـ21 مدعوون لأن نفعل ما تمليه علينا ضمائرنا وأيضا بما تمليه مصالحنا المشتركة. وحينما يموت طفل في أكرا نتيجة إصابته بمرض كان من الممكن شفاؤه، فإن ذلك يقلل من شأننا في كل مكان. وحينما يظهر مرض دون السيطرة عليه في أي ركن من أركان العالم، فإننا نعلم أن هذا المرض يمكن أن ينتشر عبر القارات والمحيطات.

إن حكومتي تعهدت برصد 63 بليون دولار من أجل مواجهة تلك التحديات. وبالبناء على الجهد القوي للرئيس بوش، فإننا سندفع إلى الأمام جهود مكافحة الإيدز والفيروس المسبب له إتش آي في. وسوف نواصل السعي بهدف وقف الوفيات الناجمة عن الإصابة بالملاريا والسل، ونعمل من أجل القضاء تماما على شلل الأطفال. (تصفيق) وسوف نكافح الأمراض الاستوائية المهمَلة منذ فترة طويلة. وإننا لن نواجه الأمراض وحدها في معزل – إنما سنستثمر في نظم للصحة العامة التي تعزز الأحوال الصحية، وتركز على صحة الأم والطفل.(تصفيق)

وفيما نقيم علاقة الشراكة من أجل مستقبل تسوده صحة أفضل، ينبغي علينا أيضا أن نوقف الدمار الذي لا يسببه المرض، وإنما يسببه بنو البشر- وهذا هو المجال الأخير الذي سأتعرض له وهو: النزاعات.

اسمحوا لي أن أكون واضحا: إن أفريقيا ليست الرسم الكاريكاتوري الفج الذي يصورها على أنها قارة تعيش في حروب. ولكن إذا كنا أمناء وصرحاء، فحتى الآن ما زال النزاع أو الصراع بالنسبة للكثيرين من الأفارقة جزءا لا يتجزأ من الحياة، ثابت ومستمر مثل وجود الشمس. وهناك حروب على الأراضي، وحروب على الموارد. وما زال من اليسير جدا على أولئك الذين لا ضمائر لهم أن يستغلوا مجتمعات بأكملها ويدفعوها نحو الحرب بين العقائد والعشائر.

هذه النزاعات قيد كحجر طاحون يطوّق عنق أفريقيا. إننا جميعا لدينا هويات متعددة – بانتماءات عشائرية أو عرقية؛ أو دينية وقومية. لكن تعريف شخص ما بأنه معارض لشخص آخر ينتمي إلى عشيرة مختلفة، أو يجل نبيا مختلفا، فهذا ليس له مكان في القرن الـ21.(تصفيق) إن تنوع أفريقيا يجب أن يكون مصدرا للقوة، وليس مصدرا للفرقة. إننا جميعا عباد لله. ولدينا جميعا طموحات مشتركة- في أن نعيش في سلام وأمن؛ في الحصول على التعليم والفرص المتاحة؛ في أن نحب عائلاتنا، ومجتمعاتنا وعقيدتنا. وهذه هي إنسانيتنا المشتركة.

ولذا ينبغي علينا أن نتصدى لكل ما يخالف الإنسانية بين ظهرانينا. فلن يكون هناك ما يبرر على الإطلاق – ليس هناك ما يبرر على الإطلاق- استهداف الأبرياء باسم الأيديولوجية أو العقيدة.(تصفيق) وإنه سيكون بمثابة الحكم بإعدام مجتمع لو أُجبر الأطفال على القتل في الحروب. وسيكون أقصى علامات الإجرام والجُبن التنديد بالنساء اللاتي يتعرضن لعمليات اغتصاب وحشية متكررة. إننا ينبغي أن نكون شهودا على قيمة الطفل في دارفور وكرامة النساء في الكونغو. ولا توجد عقيدة أو ثقافة يمكنها الصفح عن الأعمال الفظيعة ضدهم. وإننا جميعا يجب أن نكافح من أجل السلام والأمن الضروريين من أجل التقدم.

إن الأفارقة على استعداد لمناصرة هذا المستقبل. وهنا أيضا غانا، فإننا نراكم وأنتم تساهمون في التوجيه إلى الطريق نحو الأمام. ويجب أن يفخر الغانيون بمساهماتهم في حفظ السلام من الكونغو إلى ليبيريا إلى لبنان،(تصفيق) وبجهودهم من أجل مقاومة كارثة الاتجار في المخدرات. (تصفيق) وإننا نرحب بالخطوات التي اتخذتها منظمات مثل الاتحاد الأفريقي وإيكواس (المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) من أجل حل النزاعات، وحفظ السلام، ودعم المحتاجين. وإننا نشجع تحقيق فكرة وجود هيكل قوي للأمن الإقليمي يكون بمقدوره جلب قوة فعالة تشارك فيها عدة دول للمساعدة حينما تدعو الضرورة.

إن أميركا عليها مسؤولية أن تعمل معكم كشريك لدفع هذه الرؤية نحو الأمام ليس بالأقوال فحسب، ولكن بدعم يعزز قدرات أفريقيا. وحينما تكون هناك إبادة جماعية في دارفور أو يكون إرهابيون في الصومال، فإن هذه لا تكون مشاكل أفريقية فحسب، وإنما تكون تحديات أمن عالمية وهي تتطلب استجابة عالمية. وإننا نقف على أتم الاستعداد للشراكة من خلال الدبلوماسية والمساعدات التقنية والدعم اللوجستي، وإننا سنقف وراء الجهود الرامية لمحاسبة مجرمي الحرب. واسمحوا لي أن أكون واضحا: إن قيادة قواتنا المختصة بأفريقيا ينصب تركيزها على مواجهة تلك التحديات المشتركة، لا على أن يكون لها موضع قدم في القارة ، وذلك من أجل دفع أمن أميركا وأفريقيا والعالم كله نحو الأمام.

وفي موسكو، تحدثت عن ضرورة وجود نظام دولي تُحترم فيه الحقوق العالمية لبني البشر، ويجابه فيه أي انتهاك لتلك الحقوق بالمعارضة. وهذا يجب أن يتضمن التزاما بدعم من يلجأون إلى الحلول السلمية للمنازعات، وتوقيع العقوبات ووقف من لا يفعلون ذلك، وتقديم العون لمن يعانون. ولكن في نهاية المطاف ستكون هناك نظم ديمقراطية زاخرة بالحياة مثل بوتسوانا وغانا التي تطوي أسباب النزاع، وتدفع جبهات السلام والازدهار نحو الأمام.

ومثلما قلت من قبل إن مستقبل أفريقيا هو بيد الأفارقة.

إن شعب أفريقيا مستعد للوصول إلى هذا المستقبل. وفي بلدي حقق الأميركيون الأفارقة – ومنهم الكثيرون من المهاجرين حديثا، نجاحات في كل قطاعات المجتمع. ولقد تمكنا من تحقيق ذلك رغم الماضي العسير، ولقد استمددنا القوة من تراثنا الأفريقي. وإنني أعلم أن أفريقيا يمكن أن تحقق أحلامها في نيروبي ولاغوس، في كيجالي وكينشاسا؛ وفي هراري وهنا في أكرا، بوجود مؤسسات قوية وإرادة قوية. (تصفيق)

تعلمون، قبل 52 عاما كانت عيون العالم مركزة على غانا حينما كان يزور أكرا قسيس شاب اسمه مارتن لوثر كينغ، وكان العالم يتابع علم الاحتلال وهو ينخفض وعلم غانا يصعد مكانه فوق البرلمان. وكان ذلك قبل مسيرة واشنطن أي قبل نجاح حركة المطالبة بالحقوق المدنية في بلادي. وعندما سئل الدكتور كينغ في أكرا عن شعوره وهو يشهد مولد أمة جديدة، قال: "إن ذلك جدد قناعتي بانتصار العدالة في نهاية المطاف."

والآن يجب تحقيق هذا الانتصار مرة أخرى. وأنتم الذين ستحققون ذلك. (تسفيق) وإنني أوجه حديثي بصفة خاصة إلى الشباب. ففي جميع أرجاء أفريقيا وهنا في غانا، أنتم تمثلون أكثر من نصف تعداد السكان. وما ينبغي عليكم أن تكونوا على علم به هو: أن العالم سيكون على شاكلة ما تصنعونه أنتم.

إنتم تملكون القوة لمحاسبة زعمائكم، وبناء مؤسسات تخدم الشعب. ويمكنكم الخدمة في مجتمعاتكم، وحشد طاقاتكم وتعليمكم من أجل خلق ثروة جديدة، وبناء علاقات جديدة مع العالم. يمكنكم أن تقهروا المرض، وأن تنهوا النزاعات، وإجراء تغييرات من القاعدة إلى القمة. تستطيعون أن تفعلوا ذلك.(تصفيق) نعم تستطيعون لأن التاريخ في اللحظة الراهنة قد هب وانطلق.

لكن كل هذه الأشياء لا يمكن إنجازها إلا إذا تحملتم مسؤولية مستقبلكم. وهذا لن يكون سهلا ولا يسيرا. إنه يحتاج إلى وقت وجهد. ستكون هناك معاناة ونكسات. ولكنني أستطيع أن أعدكم بأن أميركا ستكون معكم في كل خطوة على الطريق، كشريك وكصديق.(تصفيق) إن الفرص لن تأتي من أي مكان آخر، وإنما ينبغي أن تأتي من القرارات التي تتخذونها، والأشياء التي تفعلونها، ومن الأمل الذي تكنونه في قلوبكم.

غانا، إن الحرية هي تراثكم. والآن فإن مسؤوليتكم هي البناء على أساس الحرية هذا. وإن فعلتم، فإننا بعد مرور سنوات من الآن سوف ننظر إلى الوراء، إلى أمكنة مثل أكرا، ونقول لقد كان ذلك هو الزمن الذي تحقق فيه الوعد- حينما يكون قد تحقق الازدهار؛ وتم التغلب على الألم؛ وبدأ عهد جديد للتقدم. وهذا سيكون الوقت الذي سنشهد فيه انتصار العدالة مرة أخرى. نعم نستطيع ذلك. شكرا لكم.(تصفيق)

(نهاية النص)